أولاً: الحريري واللقاء التشاوري...
مسرحية- مهزلة اللقاء التشاوري السّنّي التي عصفت بالبلد منذ حوالي شهرين، وكادت أن تُشارف على نهاية "سعيدة" لأبطالها خلال اليومين الماضيين، واستبشر اللبنانيون بنهايتها خيراً رغم الجراح الأليمة، إذ بها عادت لتُنغّص عيشهم من جديد بعد انهيار توزير السيد جواد عدرا حفظه الله.
والمُضحك المبكي في هذه المهزلة أنّها، ورغم ركاكتها وسوء إخراجها، ما زالت تُنهك أعصاب اللبنانيين وتُعسّر ولادة الحكومة العتيدة، والتي مع كثيرٍ من التفاؤل، يأملون أن تكون بداية الخلاص من أتون المصاعب التي يُعانونها هذه الأيام على كافة الصُّعد.
إنّما ما هو غريبٌ عجيب، أن لا يبادر الرئيس الحريري (خلافاً للنوايا الطّيبة) إلى الحنكة السياسية، أو الدهاء السياسي ولو لمرّة واحدة، وبعد بيان هُزال وعبثية تعيين مُمثّل عن اللقاء التشاوري، إلى تعيين واحدٍ منهم، وغوصاً في النّكاية ، لم لا يُعيّن النائب جهاد الصّمد، الذي جاهر منذ البداية بوجوب حرمان رئيس الجمهورية وصهره الثّلث المعطّل ، أو لماذا لا يرفع الصوت في وجه الرئاسة الأولى بأن لا يحقّ لكم بتعيين وزير سني من حصّة-بدعة رئيس الجمهورية، طالما لا يحُقّ لهم تعيين وزير شيعي، وما حدا أحسن من حدا.
اقرا ايضا : أبناء الطائفة الشيعية في نعمة وبحبوحة..لا تختلطوا بالرّعاع
نعم، غريبٌ أن لا يُفاجئ الرئيس المكلّف كافة الأطراف بنوايا "خبيثة" وفق ما تقتضي ظروف الدهر والحظوظ العواثر.
ثانياً: الخليفة المهدي والشاعر أبو دلامة...
قال الخليفة العباسي للشاعر أبي دلامة: سل حاجتك، قال: كلب صيد، قال: أعطوه، قال: وغلامٌ يقود الكلب ويصيد به، قال: أعطوه غلاماً، قال: وجارية تُصلح لنا الصيد وتُطعمنا منه، قال: أعطوه جارية، قال: يا أمير المؤمنين، هؤلاء عيالٌ ولا بُدّ لهم من دارٍ يسكنونها، قال: أعطوه داراً تجمعهم، قال: وإن لم تكن لهم ضيعة، فمن أين يعيشون؟ قال: قد أقطعتُك مائة جريب عامرة ومائة جريبٍ غامرة، قال: وما الغامرة؟ قال: ما لا نبات فيه، قال: قد أقطعتُك يا أمير المؤمنين خمسمائة جريب غامرة من فيافي بني أسد، فضحك وقال: اجعلوا المائتين كلّها عامرة، قال: فأذن لي أن أُقبّل يدك، قال: أمّا هذه فدعها، قال: والله ما منعتني شيئاً أقلّ ضرراً على عيالي منها.
أعطهم يا دولة الرئيس، علّهم ينكبّون على تقبيل يدك، بدل أن يُقبّلوا أيادي الغير.