أعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الخميس استقالته من منصبه، وذلك بعد مرور يوم واحد على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإنسحاب من سوريا الذي كان له وقع الصدمة على المؤسسة السياسية الأميركية.

وفي رسالة بعث بها الى ترامب قال ماتيس إن نظرته الى العالم التي تميل الى التحالفات التقليدية والتصدي لـ"الجهات الخبيثة" تتعارض مع وجهات نظر الرئيس.

وأضاف ماتيس "لأنه من حقك أن يكون لديك وزير دفاع وجهات نظره تتوافق بشكل أفضل مع وجهات نظرك حول هذه القضايا وغيرها، أعتقد أنه من الصواب بالنسبة اليّ أن أتنحى عن منصبي".

وقبل لحظات على توزيع البنتاغون لرسالة ماتيس، نشر ترامب تغريدة أعلن فيها أن وزير دفاعه سيتقاعد "مع التميز" في نهاية شهر شباط.

وقال في تغريدته "خلال مدة خدمة جيمس، تم تحقيق تقدم رائع، خاصة بالنسبة الى شراء معدات قتالية جديدة".

وأضاف "الجنرال ماتيس ساعدني كثيراً في جعل حلفاء ودول أخرى يدفعون حصصهم المتوجبة عليها عسكرياً. سوف تتم تسمية وزير دفاع جديد خلال وقت قصير. أتقدم بجزيل الشكر الى جيمس للخدمات التي قدمها".

ولم تكن استقالة ماتيس مفاجئة بالكامل للمراقبين في واشنطن، فلطالما تجاهل ترامب نصائح وزير دفاعه وخاصة في الآونة الأخيرة.

وكان قرار ترامب سحب 2000 جندي من سوريا بمثابة صفعة مفاجئة لماتيس، الذي حذّر من أن انسحاباً مبكراً من سوريا قد يكون "خطأ استراتيجياً فادحاً".

وتصادم الرجلان في السابق حول مواضيع شتى، بما في ذلك الاتفاق النووي مع ايران الذي انسحب منه ترامب في أيار بينما دافع ماتيس عن أجزاء منه.

وكان ماتيس أيضاً ضد خلق فرع جديد مستقل في المؤسسة العسكرية الأميركية تحت اسم "القوة الفضائية"، لكن ترامب أمر بذلك على أي حال.

ويبقى أن أكبر انتشار عسكري أمر به ماتيس حتى الآن كان إرسال جنود الى الحدود مع المكسيك، وهي مهمة ذات جانب عسكري متواضع ووصفها مراقبون بأنها مجرد حركة سياسية بهلوانية.