قال لبّس لموقع لبنان الجديد أن الأهم أن يدرك الصحافي كيفيّة تطبيق إستراتيجّية منسقّة مع عمله كـَ صحافي ومدوّن على مواقع التواصل الاجتماعي...
تعدّ في أيّامنا هذه وسائل التواصل الإجتماعيّ، مصدرًا يعتمده الصحافيّون والمدوّنون للبحث عن الأخبار والمعلومات لنشرها وتسويق محتواها مع المتابعين، بالرغم من أنّها صُمّمت أساسًا للمشاركة الشخصيّة، إلّا أنّ وسائل التواصل الإجتماعي أصبحت تحدّيًا لحياديّة الصحافي، لاسيّما عندما يرتبط الأمر بمناقشة السياسة والشؤون الراهنة على الساحات الدوليّة.
وأصبح نجاح كلّ صحافي أو ناشر مرتبطًاً بكيفيّة إدراة صفحته من خلال وصوله إلى أكبر نسبة متابعين جمهوره وجذبهم من خلال إنتاج تفاعل مع الجمهور حول قضيّة ما والحصول على ردود وتعليقات آنيّة.
وللوقوف على معيار نجاح الصحافي عبر تأثيره على مواقع التواصل الإجتماعيّ، كان لـِ موقف "لبنان الجديد"، مقابلة مع الأستاذ في جامعة باريس الأولى بانثيون-سوربون، أ.لبّس، الذي رأى أنّه بدايةً مواقع التواصل الإجتماعي ليست في الأساس منفذًاً من أجل التعبير عمّا يدور في نفوس المستخدمين في حياتهم العمليّة، بل إن بعض الأشخاص أقلّ رغبةً في مناقشة قضاياهم المهمّة على شبكات التواصل الإجتماعي، مقارنةً بما قد يفعلون في الحياة الفعليّة.
وتابع:" في بعض البلدان هناك مؤسّسات رسميّة، تمارس نوعاً من المراقبة على ما ينشره المستخدمون في مواقع التواصل الإجتماعي، لكن هذا الأمر لم يمنع العديد من الصحفيين من التعبير عن وجهات نظرهم الخاصّة عبر صفحاتهم الشخصيّة التي تعارض أحيانا مع توجهات المؤسّسات الصحفيّة التي يعملون فيها."
وقال لبّس:" الأهم أن يدرك الصحافي كيفيّة تطبيق إستراتيجّية منسقّة مع عمله كـَ صحافي ومدوّن على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال لعب دور المصدر والدليل والمراقب، مضيفًا في بعض الأحيان سرقت صفحات على مواقع فيسبوك وتويتر دور الوكالات الإخباريّة، حتى أنّ هناك مدوّنون تنشر محتوياتهم وأخبارهم التي تتحوّل لاحقاً إلى نصوص إخباريّة لهذه الوكالة.
وأضاف:" العلاقة بين مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام هي تشاركيّة، فهما يُعزّزان بعضهما البعض".
وشدد لبّس في حديثه على أنه "يُعدّ الإحترام الفعلي للبيانات الشخصيّة وللخصوصيّة على الإنترنت أمراً أساسيّاً من أجل كسب ثقة المستخدمين وضمان سلامتهم، معتبرًا أنّ مهنة الصحافة ليست مهدّدة ".
وقال: " نحن بحاجة إلى خبراء في الصحافة المخضرمين، وفي الوقت عينه علينا أن نفهم كيف يتمّ هذا التطوّر الكبير في مجال الإعلام، لذلك فإن الصحفيّين والإعلاميّين بحاجة إلى مهارات جديدة من خلال مواكبة التحديثات والتطورات".