رأى العلامة السيد علي فضل الله أن "سياسات الدول المهيمنة على العالم، لا تنظر إلى العالم الآخر إلا بعين النفوذ والهيمنة والسيطرة فنجدها تخلق النزاعات أو ترى في النزاعات الاجتماعية والسياسية والدينية والمذهبية أو أية نزاعات فرصة للاستثمار والتوظيف، وقد تعمل على تغذيتها تحقيقا لصفقات سلاح، أو لنهب الثروات، أو لتحقيق نفوذ، أو لدعم نظام، أو لإبعاد خصم".
وأضاف فضل الله في كلمة ألقاها في المؤتمر الذي نظَّمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP:"هذا لون من التطرف في المجال الدولي خطير. وفي نظرة متبصرة لما يترك من آثار، نرى أنه نقيض أساس للسلام العالمي، وهذا المجال بما يملك من إمكانات وقدرات، وبما يحمل من طموحات السيطرة والهيمنة"، معتبراً أن "أبرز مظاهره في منطقتنا، تتمثل في المأساة التي تعيشها فلسطين".
ورأى أنه "حين ينعدم العدل يكون التطرف الذي يحدث عندما يفتقد الإنسان الدولة العادلة عند انسداد الأفق، حيث لا يحظى بحياة كريمة، أو بالحرية، أو بحق تقرير المصير، أو عندما يصادر قراره".
وتابع فضل الله: "هناك سبب آخر من أسباب التطرف، قد يكون سوء استخدام الدين، عندما لا نحسن تقديمه وتشوه صورته، بحيث يفرغ من عناوينه التي تحكم كل مفرداته، وهي المحبة والرحمة والرفق ومكارم الأخلاق وكرامة الإنسان و"لا إكراه في الدين"، فيقدم بأنه داعية عنف وقتل وذبح".
وأردف قائلا: "إن علاج هذه الظاهرة المستشرية لن يكون إلا بوعي العلماء والمرجعيات والمؤسسات الدينية لدورهم جميعا في تقديم صورة الدين المتصالح مع قيم المحبة والرحمة والإنسانية والمنفتح على الآخر".