حازت عملية التأليف الحكومي على إهتمام الأوساط اللبنانية في هذه الفترة، بحيث سادت الأجواء الإيجابية سريعاً، ممهدةً لولادة الحكومة اللبنانية عما قريب، على أن تكون ما قبل نهاية الأسبوع وفقاً للمعطيات، ولعل السبب الأساسي هو مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون وتكليفه اللواء عباس ابراهيم بهذه المهمة.
ولكن لا يُخفى أن هناك أسباب أخرى لتسريع عملية التأليف، ابرزها الأسباب الإقتصادية، بحيث لفتت صحيفة "الجمهورية" إلى "انه سيكون مُعيباً أن يستقبل لبنان القمة الاقتصادية في 20 كانون الثاني المقبل من دون وجود حكومة"، مشيرةً إلى أن "الانظار ستتجه، في حال تأليف الحكومة، نحو مؤتمر "سيدر" والقروض والمساعدات الموعودة".
وعدا عن ذلك، أشارت الصحيفة إلى "المخاطر المالية والاقتصادية الضاغطة على لبنان، وكان آخرها في الايام الاخيرة "موديز" واليوم "فيتش"، وينتظر قرار مماثل من "ستاندرد آند بورز".
كما وتحتل التطورات الاقليمية الأخيرة حيزاً من التأثير على تشكيل الحكومة، "إنطلاقاً من بدء مفاوضات الازمة اليمنية، مع ما يعني ذلك من حوار غير مباشر بين واشنطن والرياض وطهران، مروراً بالانفراج في تركيب السلطة في العراق... وصولاً الى التهديدات الاسرائيلية التي نقلها سفراء الدول الكبرى الى السلطات اللبنانية بعد اكتشاف الانفاق التي تَخطّت الخط الازرق تحت الارض" وفق ما أشارت الصحيفة.
ومن ناحية أخرى، اشارت صحيفة "اللواء" إلى "دخول أميركي في لحظة التأليف".
موضحةً، أنه في "لحظة التأليف هذه استرعى اهتمام المراقبين الدخول الأميركي المفاجئ على الخط، في لحظة التأليف من باب الإعلان عن «مخاوف كبيرة» لدى واشنطن - حسب مسؤول في الخارجية الأميركية – (ازاء تنامي القوة السياسية لحزب الله داخل لبنان)".
وقال المسؤول الذي لم يكشف عن هويته: "واشنطن تأمل في ان تبني الحكومة المقبلة في لبنان دولة آمنة ومستقرة وتعمل مع الولايات المتحدة في المجالات ذات الاهتمام المشترك".
ومن جهتها، اعتبرت مصادر لبنانية مطلعة، نقلاً عن "اللواء"، ان "الموقف الأميركي، على الرغم من توقيته، قد يكون الهدف منه توجيه رسالة للجانب الروسي، من ان لبنان، هو ضمن دائرة النفوذ الأميركي، وان واشنطن لن تسمح بنفوذ روسي عبر تنامي دور (حزب الله)".