خفضت شركات عالمية عدة عدد أيام العمل الأسبوعي من خمسة إلى أربعة، مع الإبقاء على الأجور نفسها، بعدما تبين لها أن ذلك يزيد الإنتاجية والحافز لدى الموظفين ويقلل الإجهاد، ويتزايد عدد المطالبين بهذا النظام مع ارتفاع الاعتماد على التكنولوجيا لتخفيف الضغط على الموظفين والعمال.
وبعد أن طبق نظام العمل لأربعة أيام في الأسبوع، قال مؤسس شركة بلانيو للبرمجيات في برلين يان شولتس هوفن إن "الأمر صحي على نحو أكبر كثيرا، ونقوم بالعمل بصورة أفضل إذا لم نكن نعمل عددا جنونيا من الساعات".
واختبر هوفن أسلوب العمل الجديد بعد عشرة أعوام من العمل المكثف في تدشين الشركة، وقال "أدركت أنه مع الأيام الأربعة عليّ أن أسرع وأن أتحلى بالتركيز إذا أردت أن أحصل على يوم إضافي لنفسي".
وفي نيوزيلندا، أظهرت نتائج من شركة "بيربيتشوال جارديان" للتأمين انخفاضا في معدلات شعور الموظفين بالضغوط والإجهاد، وارتفاعا في تفاعلهم مع العمل، بعد أن جربت هذا العام نظام عمل لمدة 32 ساعة في الأسبوع.
وفي اليابان تحث الحكومة الشركات على تطبيق هذا النظام، رغم أن خططا أخرى في الدولة المشهورة بالانخراط المفرط في العمل لم تفلح كثيرا في إقناع الموظفين بالتخفيف من وطأة العمل عن أنفسهم.
وأطلقت شركة غراي نيويورك للإعلانات برنامجا يسمح بالعمل أربعة أيام في الأسبوع مقابل 85% من الراتب عن العمل لوقت كامل.
ويحاول اتحاد نقابات العمال البريطاني دفع البلاد بأسرها لتبني أسبوع عمل من أربعة أيام بنهاية القرن، وهو مسعى يؤيده حزب العمال، حيث يرى اتحاد النقابات أن تقليل وقت العمل سيتم بعد استخدام تكنولوجيا جديدة مثل الروبوتات دون تخفيض الأجور.
وتقول الخبيرة في شركة جي والتر تومسون للاستشارات لوسي غرين إن الناس بدؤوا بإدراك أن مشكلات الصحة العقلية والنفسية تنجم عن الاتصال المستمر بالعمل، حيث أظهر مسح شمل ثلاثة آلاف موظف في ثماني دول بينها الولايات المتحدة والمانيا وبريطانيا أن نصف المشاركين تقريبا يعتقدون أن بإمكانهم إتمام مهامهم بسهولة في خمس ساعات يوميا فقط.