كتبت الناشطة صفاء أياد على حسابها الخاص في الفايسبوك ، قصة ما حصل مع الطفل مارك بو ديب في البطولة الدولية للشطرنج الذي إدّعى الإعلام اللبناني أنّه رفض اللعب مع لاعب إسرائيلي في البطولة .
وجاء في بوست أياد ما يلي:
" بالتأكيد لن تنسى َ ذاكرة اللبنانيين قصة الطفل اللبناني مارك بو ديب التي ضجت بها وسائل الإعلام اللبناني ووسائل التواصل الإجتماعي، عن رفضه اللعب مع لاعب إسرائيلي خلال مشاركته مع الإتحاد اللبناني لبطولة الشطرنج في بطولة العالم للشطرنح التي أقيمت في إسبانيا الشهر المنصرم.
لكن "الحشرية" التي دفعتني إلى التحدث مع مجموعة أطفال على متن طائرة طيران الشرق الأوسط في 17 تشرين الثاني 2018 العائدة من مدريد إلى بيروت. كانت مفتاحاً لإكتشاف أن قصة الطفل بو ديب، هي خبرٌ كاذب تلقفها الإعلام اللبناني وصنع منها حدثاً بطولياً لبنانياً في قضية الصراع مع العدو الإسرائيلي. فالأطفال كانوا ممثلوا الإتحاد اللبناني للعبة الشطرنج في البطولة العالمية، والحديث معهم أتاح لي معرفة الرواية الحقيقية.
من المسلم به أن التعامل والتعاطي الرسمي والتطبيع مع العدو الإسرائيلي مرفوض جملةً وتفصيلاً. ولربما توضيح مجريات ما حصل سيؤدي إلى إمتعاض كُثر، أو سأتهم بالدفاع عن التطبيع مع العدو الإسرائيلي.
صنع الإعلام اللبناني حدثاً وإنجازاً وطنياً، وجاهر أمام البعثة بتعمد تسكير أذنيه عن الحقيقة التي لا مكان لها في الخبر المنشور والمتلفز. فكم من أخبار كاذبة كانت صنيعة الإعلام دون قدرة أحد على تكذيبها؟
الرواية الرسمية يرويها عضو الإتحاد اللبناني لشطرنج خالد بديع والذي كان يرافق الوفد. "من إحدى الشروط الأساسية التي يفرضها الإتحاد قبل السفر إلى البطولات العالمية هو رفض مواجهة أو اللعب مع لاعبين من الكيان الإسرائيلي. وحين وصلت البعثة قام رئيسها علي الجاويش بمقابلة المنظمين للبطولة وتذكيرهم بالشرط، وهذا إجراء دوري يقوم به الإتحاد، وجميع الإتحادات الرياضية التي تشارك في بطولات عالمية".
ويتابع بديع، " أن اللاعب مارك ليس بطل لبنان لفئته كما صوره الإعلام، بل هو أحد أفراد منتخب لبنان للعبة المشاركة في البطولة، وهو لم يلعب ولم يشترط عدم اللعب مع أي لاعب إسرائيلي مشارك. لكن والدة مارك السيدة "د.ي" كانت ترافق إبنها للبطولة، وهي من قامت بنشر صور لطفلها مارك على حسابها الخاص على فايسبوك مع خبر عن البطولة". حينها قامت وسائل الإعلام بنقل الخبر وفقاً لرواية الوالدة بعناوين عريضة منها : "طفل لبناني يرفض مواجهة لاعب إسرائيلي"، "ممثلاً لبنان... الطفل الزغرتاوي مارك بو ديب يقاطع الإسرائيلي"، "تحية للطفل اللبناني مارك بو ديب الذي قدم درساً في رفض التطبيع"... وغيرها من العناوين التي بُنيت على خبر كاذب. وحين طلب رئيس البعثة من السيدة "د.ي" توضيح مجريات ما جرى أمام الرأي العام بمنشور آخر على فايسبوك لم تمتثل.
الخبرية لم تتوقف هنا، بل كان بإنتظار الوفد اللبناني حشداً إعلامياً وجماهيراً في مطار بيروت الدولي ما أدى إلى إمتعاض ممثلي البعثة، "بطولة على خبرية ما صارت. كيف سنصرح للإعلام الذي ينتظر بطلاً". هي أحاديث تنقالها الوفد حين كان ينتظر حقائب الأمتعة في المطار. وحاول عضو الهيئة ورئيس البعثة عند الخروج التوضيح للصحافيين المتواجدين في المطار حقيقة الخبر، مع تأكيدهم "أن ما حصل لو كان جرى فعلياً لكان مدعاة فخر للإتحاد وسيكون مساهماً في نشر الخبر". لكن أي من الصحافيين لم يهتم لكلام البعثة. وحتى أن الإعلام اللبناني الذي غطى الحدث تغافل وجود لاعبين مرافقين لمارك في البعثة.
وحدها جريدة المستقبل نشرت بياناً توضيحياً صدر عن الإتحاد اللبناني للعبة الشطرنج لحقيقة ما حصل.