أولاً: سياسيّون فاسدون...
لا يترك رموز الفساد في لبنان مناسبة إلاّ ويُعلنون حربهم على الفساد والفاسدين والمُفسدين، ويُحذّرون من مخاطر اقتراب البلد من حافة الانهيار،. إذ كانت حملة رئيس التيار الوطني الحر (الغارق مع تياره في الفساد) للوقوف والتّصدّي للفاسدين، في حين راح يغسل يديه من قاذورات المياه والكهرباء والاتصالات والنفط والغاز، وللمفارقة أنّ الرئيس سعد الحريري لم يغمس لسانه في لعن الفساد والفاسدين، ربما حياءً وتقيّة.
رموز السلطة والقابضون على مقاليد المال العام غارقون في الفساد من رأسهم حتى أخمص قدمهم، ومع ذلك، يؤمّون صلوات الإستغفار والبراءة من موبقاته ورذائله، ويتركون المواطن حائراً يبحث حواليه عمّن يعيثُ فساداً في البلاد والعباد.
ثانياً: صحيفة "الأخبار" ومكافحة الفساد...
آخر إبداعات اللبنانيين، نزول صحيفة الأخبار ساح الجهاد ضدّ الفساد، الصحيفة التي باتت الناطق الرسمي لتيار المقاومة والممانعة، بعد ثبات طول باعها في الدفاع عن التيار وتبرئته من كلّ دنسٍ يحاول عملاء الصهيونية والامبريالية وصمه به، نزلت بقوة داعيةً جماهيرها وجماهير الحزب الشيوعي للتّظاهر والاحتجاج، وإذ استجابت جموعٌ لا بأس بها ممّن اكتووا بنيران الضرائب والأزمات الاقتصادية ونزلوا إلى الشارع لرفع الصوت ضد الفاسدين، ليتفاجأوا بوجود رموز المقاومة والممانعة في صدارة المشهد، وليتفاجأوا أكثر اليوم بخروج إبراهيم الأمين (رئيس تحرير الأخبار) اليوم ليدّعي بأنّ الحزب الشيوعي ليس مؤهّلاً كفاية لخوض معارك ضارية ضد السلطة الحالية الفاسدة، مع استثنائه بالطبع حزب الله (ناصع الكفّ والقلب من كبائر الفساد). ويرى أن توكل المهمّة النضالية لجيلٍ جديد، لا يطمح لمزاحمة أهل السلطة على مقاعدهم، بل يبدأ بالحفاظ على الموقف الوطني، الذي يفترض (حسب الأمين طبعاً) أن تكون الخصومة مع الغرب وإسرائيل وأعوانهما من العرب واللبنانيّين، خصومة حاسمة تمنع الغرب الاستعماري وحلفائه العرب من التّدخُّل في مصير بلادنا، وهكذا عودٌ على بدء، أيها اللبنانيون: إذا أردتم محاربة الفساد فلتبدأوا بمعاضدة المقاومة التي تتّصدّى للفاسدين الذين يقومون بسرقة البلد بحماية هذا الخارج اللئيم.
مكانك تُحمدي أو تستريحي، لا مناص عند الأخبار من الإعتماد على المقاومة في الداخل والخارج.
زعموا الفرزدق أن سيقتُلُ مربعاً
أبشر بطول سلامةٍ يا مربعُ.