صَوْلَجَانٌ مِـنَ الأُلُوهَةِ آتِ
فإذا ما الجبالُ سَارتْ رويداً
هَمَسَتْ: ربِّ أنتَ كُلِّي وظلِّي
رَبِّ خَـلِّ الأطفال لا كقطيعٍ
واغْمُرِ الأرضَ، كلَّ شِبْرٍ سُرورا
وعلى ٱْبني يسوع، كُنْ معجزاتٍ
وٱعطِنَا عَيْشَنا كَمَا نَتَمَنَّى
ربِّ مَنْ ضَاق لا تُضيِّق عليْهِ
رَبِّ إِرْسِلْ إلى البلادِ جُنودَا
وَلْتُخَفِّف عَنِ التُّرابِ وُحُوشَاً
ربّ أَطْلِعْ للعَاشقين نجوماً
وَلْتُوسِّعْ على البريءِ عُيوناً
ربّ يحتاجك الجميع.. فوكِّلْ
وٱشْفِ مَنْ لَمْ يُحَكِّمُوا مِنْ قِوَاهُمْ
وَلْتُقِرّ النِّساءُ أنّكَ تأتي
واقنِعِ البائسينَ أَنَّ من التاريخِ
ربِّ سَـوِّ الفنونَ أَحْلَى فَأَحْلَى
والعُلومَ الخضراءَ كالصَّيدِ دعْهَا
وابتكِرْ يا ربّ البقاءِ جَوَابَاً
يا حبيبي.. وَيَا دليلاً سيبقى
إنّ هذا يسوعُ حامي حِمَانَـا
وَبَرَاَيا الأكْوَانِ أْبنَاءُ حُبٍّ
مَا الحَنانُ العَظيمُ؟ ما الوعد؟ ما
هي عذراءُ أَخْصَبَتْ ذاتَ يومٍ
إنْ تَكُنْ غضْبَةُ الرِّياحِ عِجَاباً
... فبإِيماءَةٍ تُسكِّنُ هذا الويلَ
مريمٌ في الصلاةِ؟ أيُّ كَمَالٍ
في لقاءٍ مع ربِّها.. تتَهَجَّـى
لا مُرورُ النّسيمِ أَلْطَفُ وقعاً
لِمَ تُصَرِّخْ أمَامَ رُعْبٍ عَميقٍ
وَلَهَا في طيورِ أرضي حضورٌ
وهِيَ تَبْني على الرّجاءِ تُرَاثَاً
نَحْنُ كنّا ومَا نَزَال ضِعَافَاً
بينَ نَفْسٍ تُرْمَـى بباقةِ وَرْدٍ
جئتِ أَزْهَـى وَدَاعَةً.. وانسحاقاً
نحن قومٌ ما عاد يَشْفَعُ فينا
نحنُ قومٌ بِعْنَا السماواتِ قَصْدَاً
كَيْ تَرُدِّي الأَرْذَالَ.. أبناءَ آوَى
لا تخافي على يسوعَ.. وخافي
لا تقولي بُنَيَّ عُدْتَ... وَحـيدَاً
مريمٌ في الصّلاةِ؟ تَجْحَظُ عَيْنٌ
يا خشوعَ الوجهِ الكريمِ تَدَفَّقْ
يا بُدُورَ التّقْوَى أضيئي علينا
واشبِعِينا يا مَرْيَمَاً مِنْ طَعَامِ
مَرْيَمٌ في الصَّلاَةِ؟ مَنْ لَمْ يُشَـاهِدْ
مَا تراخَـى جبينُهَـا لِطُغَاةٍ
يا إِلَهِي مَا كانَ أجْمَلَ منها
صَمْتُ أُمٍّ في سِرِّهَا الربُّ حَانٍ
وَأَنَا أَشْتَهِي وُقُوفي أَمينَاً
إِنْ يَكُنْ يَسْتَحيلُ في الوَعْيِ أَمْري
مريمٌ في الصّلاةِ؟.. أَدْفَعُ عُمْري
وَصَفَاءٌ مِنْ كِبْرِيَاءِ ٱلبَنَاتِ
فتَهَيَّبْ... فَمَريمٌ في الصلاةِ
وَأُنَاديكَ مِنْ جميعِ الجِهاتِ
والرِّجالَ الأبْرَارَ لا كالعُتَاةِ
وإلى المَرْعَى إِهْـدِ كلّ مَهَاةِ
بٱسمِ جَوْعَى لربِّهِمْ.. وَحُفَاةِ
بين فجرٍ وَمِثْلِهِ في الغَدَاةِ
كَيْ يُنَادَى إلى الجهادِ المُواتي
يحرسون الأجيالَ... كالأُمّهَاتِ
يَقْتلون النبات تحت النَّبَاتِ
كي تُنَقِّـي مَنَابِعَ الذكرياتِ
تعرفُ الحقَّ مِن أرقِّ السِّمَاتِ
منهمُ الصَّاحينَ الأُلَـى.. بالغُفَاةِ
غير أنْ يُتْعِبوك.. بالأُمْنِيَاتِ
بي مِثَالاً مُهَشِّمَاً لِلْوُشَاةِ
... ما لمْ يَكُنْ صنيعَ نُكاتِ
والأَيادي البيضاءَ مِلْكَ هُدَاةِ
وَلْتُهَنَّا بِهَا أَكُفُّ الرُّمَاةِ
أَعْظَمِيَّاً مع الغُزَاةِ الغُلاَةِ
لِقِيَامِي على رَميمِ رُفَاتِي
لا بِسَيْفٍ... بل بٱبتسامِ الحُمَاةِ
كُلُّهُمْ مِثْلُ كُلِّهِمْ.. مِنْ نُوَاةِ
المَجْدُ... وماذا يمدُّ حَبْلَ النَّجَاةِ
أُمَّةً... من فَرائِدٍ.. وَثَبَاتِ
واللَّيالي تبكي بصوتٍ عَاتِ
...مُسْتَجْمَعَـاً... كَحِبْــرِ دَوَاةِ
أيُّ رُؤْيَا مَرَّتْ ببالِ الرّواةِ
مَا يكونُ الأَمَانُ بينَ الهِبَاتِ
لا ٱنحناءُ الأقْمَارِ في الفَلَوَاتِ
لمْ تُعَاتِبْ مجروحـةَ الكَلِمَاتِ
ولَهَا نغمةٌ بنَايِ الرُّعَاةِ
حينَ نبني على خَرَابِ البُنَاةِ
كَعُرَاةٍ.. تستّروا.. بِعُرَاةِ
وَنُفوسٍ... بِشَوْكَةٍ وَحَصَاةِ
وَغِنَىً راضياً عَشَاءَ الفُتَاتِ
لا حُظُوظٌ.. وَلاَ أَنينُ ذَوَاتِ
وانتظرناكِ يا ٱبنةَ البَرَكَاتِ
فابنُ آوى ينامُ بين الدُّعَاةِ
مِنْ شُعُوبٍ.. تَحَوَّلَتْ كالحُوَاةِ
نحن أبناءُ وَحْدَةٍ وَشَتَاتِ..
إذ تراها وتَهْتفُ الأُذْنُ.. هـاتِ
كَــرَمَاً بيننا بكــلِّ اللُّغَاتِ
في كهوفِ الدّنيا.. بِطُولِ الأَنَاةِ
لا يُذِلُّ اليَمَامَ بينَ البُزَاةِ...
مَـرْيَمَاً في الصّلاَةِ.. غُفْلٌ كَشَاةِ
وَلَهَا أُسْلِسَتْ جِبَاهُ الطُّغَاةِ
وهي تَقسو.. بالصَّمْتِ دونَ ٱلْتِفَاتِ
فَإِذَا ما حَكَتْ.. حَكَتْ لِلأُبَـاةِ
خَلْفَهَـا بَيْنَ حَفْنَةٍ مِنْ تُقَاةِ
فَلْيَكُنْ في هُنَيْهَةٍ مِن سُبَاتي
كَيْ أَرَاهَا، لِمَرَّةٍ في حياتي