أفادت مصادر ديبلوماسية واكبَت الجلسة المغلقة التي عقدها مجلس الأمن الأربعاء الفائت، وتناولت موضوع الأنفاق التي اعلنت اسرائيل اكتشافها على حدود لبنان الجنوبية، أنّ مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومسؤول الشؤون القانونية في إدارة عمليات حفظ السلام، السيّد أليكساندر زويف، قدّم لأعضاء المجلس قراءة مختصرة حول المعلومات المتوافرة عن الانفاق، وأبرز ما جاء فيها أنّ قوات «اليونيفيل» تَثبّتت من وجود أنفاق في الجانب الاسرائيلي من الحدود لكنها لم تتأكد من مسارها.
نقاط تقاطع
وذكرت المصادر أنّ أبرز النقاط التي تقاطعت عليها مداخلات ممثلي الدول الأعضاء في المجلس جاءت كالآتي:
- دانت كلّ من فرنسا والولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وهولندا والسويد والبيرو وجود الأنفاق، وحمّلت مسؤوليتها لـ«حزب الله».
- دانت كل من فرنسا وبريطانيا والكويت وبوليفيا استمرار الخروقات الاسرائيلية، لاسيما منها الخروقات الجوية.
- طالبت كل من فرنسا والكويت والصين وروسيا بضرورة احترام ولاية قوات «اليونيفيل»
- أقرّت كل من الولايات المتحدة الاميركية وروسيا وبريطانيا وهولندا، والبيرو وبولندا وساحل العاج «بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».
- دعت كل من فرنسا وروسيا والصين وبوليفيا والسويد وبيرو وأثيوبيا، وساحل العاج وكازاخستان والكويت جميع الأطراف إلى «ضبط النفس».
مواقف لافتة
وسجلت خلال الجلسة مجموعة مواقف دولية لافتة:
- قاربَت فرنسا موضوع الأنفاق بأنه «تطور خطير»، وارتأت بأنه يقتضي إجراء مشاورات مغلقة للبحث في كونه يشكّل انتهاكاً للقرار 1701.
وأشادت بموقف رئيس جمهورية لبنان حول موضوع الانفاق، مشددة على «ضبط النفس»، ومُحذّرة من «نشاطات «حزب الله» العسكرية وانخراطه في النزاعات الإقليمية».
ودعت الحكومة اللبنانية إلى «التزام سياسات النأي بالنفس»، مُشيدة بدور قوات «اليونيفيل» وأدائها في متابعتها لموضوع الأنفاق. ودعت لبنان إلى تحمّل مسؤوليته في ما يتعلق بالقرار 1701.
من جهتها، أشادت الولايات المتحدة الأميركية بموقف رئيس الجمهورية، مشددة على ضرورة ترجمة الأقوال إلى أفعال. ورأت في الأنفاق «خرقاً للقرار 1701 من جانب «حزب الله»، وأكدت أنها «ستدعم إسرائيل في سعيها لحماية نفسها»، مطالبة جميع الدول الأعضاء في المجلس بـ«إدانة أنشطة «حزب الله»، مشيدة بدور قوات «اليونيفيل» وأدائها في متابعة موضوع الأنفاق، داعية لبنان إلى «تحمّل مسؤوليته في موضوع القرار 1701».
بدورها، دانت روسيا موضوع الانفاق، معتبرة انّ لإسرائيل «الحق في الدفاع عن نفسها، وضرورة وقف كل الانتهاكات التي تتعرّض لها على ارضها».
وركّزت روسيا على «أهمية «الآلية الثلاثية»، أي عمل اللجنة الثلاثية (الجيش اللبناني، اليونيفيل، الجيش الإسرائيلي) التي تجتمع عادة لمتابعة التوترات ومعالجتها.
وأشارت إلى الاتصالات التي أجراها المسؤولون الروس مع مسؤولين لبنانيين واسرائيليين، ودعت جميع الأطراف إلى «ضبط النفس».
أما بريطانيا فطرحت سؤالاً عن سبب عدم قيام قوات «اليونيفيل» بالتأكّد من مداخل الأنفاق، فأجاب عليه مساعد الأمين العام للأمم المتحدة مؤكداً «أنّ مداخل الأنفاق قد تكون واقعة في ملكيات خاصة، وهذا الأمر يخرج عن صلاحيتها ويقع ضمن صلاحيات الدولة اللبنانية».
كذلك، لفتت بريطانيا إلى أنها «تلحظ تجاهلاً متزايداً لقرارات مجلس الأمن من جانب «حزب الله»، ودعت إلى «اعتماد ولاية «يونيفيل» أقوى قادرة على التدخّل والمعالجة».
ملاحظات روسية ـ كويتية
وخلال الجلسة، إرتأت روسيا عدم الحاجة إلى عقد جلسة مفتوحة لمجلس الامن في الأسبوع المقبل، فأيّدتها الكويت التي لم ترَ أيضاً أي حاجة لمثل هذه الجلسة لعدم وجود أي تصعيد ميداني، وقالت: «إذا كان هناك من ضرورة لعقد جلسة، فالأجدى أن تكون لموضوع الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على لبنان».
وأيّدت بوليفيا موقف روسيا والكويت، لجهة أن لا ضرورة لانعقاد مجلس الامن في جلسة مفتوحة الأسبوع المقبل.