اعتبر النائب بكر الحجيري أن ما حصل مؤخرا في الشراونة في بعلبك من استهداف للجيش اللبناني "أمر غير مقبول على الاطلاق ولا يمكن السكوت عنه"، داعيا لـ"التصدي لعمليات الثأر من القوى الأمنيّة على الطريقة العشائرية، باعتبار اننا لو سمحنا بأن تتحول العناصر الأمنية لأهداف فعندها نكون بصدد كارثة كبيرة، لذلك نشدّ على يد قائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية للضرب بيد من حديد في التعامل مع هذا الملف".
وشدد الحجيري في حديث لـ"النشرة" على وجوب أن تترافق أيّ خطة أمنيّة مع خطّة انمائية شاملة، منبّها من "تأمين بعض القوى السياسيّة سواء المحليّة أو الاقليميّة الغطاء للمخلّين بالأمن واتهام العناصر الأمنية بأنها أخطأت بملاحقتهم". وقال: "ما حصل في الجبل مؤخرا (الجاهليّة) شبيه بما حصل في بعلبك، وهذا ملف حسّاس لا يمكن التغاضي عنه".
وتطرق الحجيري للموضوع الحكومي، فأكد الوقوف الى جانب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مبادرته لحل ما يُعرف بـ"العقدة السنية"، لافتا الى "اننا قد نحتاج قريبا الى مبادرة أخرى في حال كان حزب الله حقيقة يصر على دعوة سوريا الى القمة الاقتصاديّة التي تُعقد قريبا في بيروت". وقال: "تشدّد الحزب في هذا المجال سيفجّر أزمة جديدة باعتبار انه رغم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين، فذلك لا يعني تحميل رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري اي مسؤولية في هذا الملف لأنّ الجامعة العربية هي المكان الصالح لاتخاذ أي قرار في هذا المجال".
وعبّر الحجيري عن أسفه لارتضاء "ما يسمى النواب السنّة المستقلين أي يكونوا مجرد أدوات يتم تحريكها"، وتساءل: "طالما يتّهمون الحريري بالعمالة، لماذا يعطّلون البلد للدخول في حكومة يرأسها. ألن تكون برأيهم هي الأخرى حكومة عمالة"؟.
وأكد الحجيري أن "لحريري يبذل كل الجهود الممكنة ليكون هناك حكومة للبنان قبل عيد الميلاد لأن الوضع لم يعد يحتمل المزيد من المماطلة والتأزيم وهكذا خزعبلات، في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب الذي ترزح تحته البلاد وعدم قدرة قسم كبير من اللبنانيين على تأمين لقمة العيش".
وتناول الحجيري التطورات على الحدود الجنوبيّة، فشدّد على "رفض أيّ مبرّرات أو ادّعاءات تتقدم بها اسرائيل للاعتداء على لبنان"، لافتا الى انه "لا يمكن الاستكانة الى انها لن تعتدي علينا باعتبار ان العدو بالنهاية غدّار ويجب أن نكون يقظين وجاهزين للتصدي لأي عدوان". وقال ان "(رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يحاول عند كل أزمة يتعرّض لها في الداخل الاسرائيلي أن يعوّم نفسه مجدّدا من خلال القيام بعمل عسكري ما، وها هو لجأ مؤخرا للحديث عن الأنفاق كي تغضّ اسرائيل النظر عن تهم الفساد التي تلاحقه".