رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة ألقاها في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي انه "من الواجب علينا كمؤمنين أن نعمل على تحقيق التاريخ الخلاصي كما يوحيه الله سواء بإيحاءاته وإلهاماته، أم بكلامه الذي نطبقه على مجريات الحياة، أم بهداية تعليم الكنيسة. جميل أن نصلي في صباح كل يوم: يا رب، إكشف لي إرادتك في ما أقوم به في هذا النهار. فلا ننس أن الرب يسوع، الذي نستعد للاحتفال بذكرى ميلاده إنسانا، هو عماونئيل الذي يقطع طريق الحياة مع كل مؤمن".
وتوجه إلى المسؤولين السياسيين "الذين يعرقلون تأليف الحكومة الجديدة وبالتالي يزيدون الأزمة الإقتصادية والمالية وما يتصل بهما، حتى أنها بلغت حيز الخطر على البلاد، اضافة إلى المزيد من فقر المواطنين وتحطيم آمال الشبيبة وطموحاتها". وسأل "كيف يمكن قبول هذا الواقع الشاذ في ممارسة العمل السياسي والإفراط في السلطة. كيف يمكن أن يتفاهم ويتحاور ويتشاور أهل السلطة والتكتلات النيابية والنافذون، فيما كل واحد وكل فريق متمسك برأيه ومطلبه؟ هل المقصود تعطيل الدولة التي تخسر يوميا من وارداتها ويتفاقم دينها مع إطلالة كل صباح، لغاية مبطنة ما؟ إن السلطة من طبعها مدعوة لتبني لا لتهدم، لتتقدم بالبلاد إقتصاديا وإنمائيا وأمنا لا لتعود به إلى الوراء، لتوفر الخير العام للمواطنين لا لإفقارهم".
وأضاف "إفتحوا، أيها المسؤولون السياسيون، نافذة ليدخل نور الله إلى عقولكم وقلوبكم، فيخرجها من ظلمة المصالح والتحجر والبغض، ومن ظلمة الفساد والمكاسب غير المشروعة، ويصلح حياتكم لكي تصلحوا أداءكم لخير لبنان وشعبه ومؤسساته".