هل اريقت كل هذه الدماء و الشهداء من اجل تجارة المسؤولين بالمخدرات ؟
 

تمّ منذ ثلاثة أيام إلقاء القبض على مسؤول بارز في "حزب الله" واثنين آخرين غير مُنظّمين من قبل الأمن الجنائي السّوري بعد أن ضبط معهم مليون ومائتي ألف حبة كابتاغون !!!

تلا هذه العمليّة النّوعية للأمن السّوري توسُّمنا بالخير للعدل الإلهي ولكن لسوء الحظّ وطاغوت النّفوذ الحزبي المُمَنهج أُخلِيَ سبيل المسؤول صاحب اليد الطائلة بمرتبة الشّرف مع حُكم البراءة وكأنّ شيئاً لم يكن والذّريعة القانونيّة كانت أنّ المضبوطات قد وقعوا من جَيب أحد الأشخاص عن عدم إنتباه بعد استقلال السّيّارة، ويا لها من حُجّة !!!

بعد هذا الإسفاف المتسلسل الّذي يحصل، وقضاء نحب خيرة شبابنا والتّردّي الإقتصادي الهائل، مجموعة من الأسئلة المنطقيّة تجتاح ساحة الشّهور القريبة، فهل أُهدِرت الدّماء من أجل تجارات الممنوعات ؟! أم هل أنّ السّاحة السّوريّة كانت الملاذ المادّي الآمن لبعض أصحاب القوّة والبطش والنّفوذ فحوّلوها من ميدان نزال إلى "السّوق الحرّة للمخدّرات" ؟!

في المقابل، لماذا لا نرى الشّهداء إلا في الطّبقات الطّاغية على صِبغة المجتمع وحصراً الطّبقات الفقيرة، فلماذا إبن الّذي حمل النّهج في تصريحاته على عاتقه وبين جنبيه لا يُقدّم فلذة كبده قُرباناً فيضمن له بذلك عزّ الدّنيا وجِنان الآخرة !!!

كما ووعدنا الأمين العام في خطاباته أثناء التّحضير للمعركة الإنتخابيّة بمحاربة الفساد الدّاخلي في الجسم والخارجي على صعيد الوزارات والمؤسسات التّابعة له للأسف لم نرَ سوى الخذلان وشظف العيش وهتك الكرامات !!!

يا تُرى، هل سماحته بخير ويتلقّى علاجاته دون أن يُذلّ على أبواب المُستشفيات، أم هل يؤمّن قوت يومه بِلا أن تُهتَك كرامته على قوارع الطّرقات وأبواب المتزلّفين ؟! هل يعلم علم اليقين بما يجري أم أنُه غافلٌ عمّا يصنعون ؟! هل هو أمين عام مؤتمن أم أنّه ضرب عهد علي عرض الحائط وتسامر هو والملكوت في صالون ذي مساحة لا تتعدّى ال ٥٠ متر مربّع !!!

ويبقى السّؤال الأخير والأهم، هل تحوّل حزب الله من حركة مقاومة إلى مافيا مخدّرات مَردَت على النّفاق !!!