..حادثة الجاهليّة كانت غارة ليليّة فاجأتنا لأنّها على أمن الجبل
أعادت أحداث الجاهليّة التي وقعت خلال الفترة الماضية، عقارب السّاعة إلى الوراء وتحديدًا إلى الفترة الزمنيّة الواقعة ما بعد عام 2005 وذلك على مختلف الأصعدة ما بينها الأمنيّة، الإصطفافات السّياسيّة بين القيادات الدرزيّة في الجبل.
وعقب مقتل مرافق الوزير السّابق وئام وهّاب، رسم الأخير صورة تُشير إلى إمكانيّة تشكيل صفّ درزيّ يضمُّ شخصيّات وأحزاب سياسيّة منضوية تحت غطاء قوى الثامن من آذار، لاسيّما بعد الموقف الذي تبنّاه الوزير السّابق طلال إرسلان، من حادثة الجاهليّة والذي إعتبره موضوع درزيّ بحت، وموقف طبيعي عبّر من خلاله عن رفضه لإقتحام البلدة من هذا المنطلق، وتبنّي هذا الموقف يصبّ في خانة مصلحة شخص واحد هو وهّاب.
وتُعتبرُ مقاربة إرسلان للموضوع من منطلق درزيّ بإمتياز والتي ذكرتنا بـِ الوقفة الإرسلانيّة عينها التي إتّخذها خلال 11 أيّار من العام 2008.
إقرأ أيضًا:"معرض الكتاب منارة في هذا الزمن المعتم!"
ويُحاول حزب الله في ظلّ هذه الأحداث، لملمة فريق 8 آذار الدرزيّ من خلال توحيدهم بعدما فرّقتهم الإنتخابات النيابيّة، التي جرت في ربيع هذا العام، والخطوة التي أقدم عليها الحزب تهدف إلى تحصين وضعه الداخليّ وأخذ مكانة له في الجبل، من خلال إعادة رصّ صف حلفائه وعودة التواصل بين كلّ من رئيس حزب التوحيد وئام وهّاب ورئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال أرسلان، حليفيه المتخاصمين.
وبعد دخول الحزب إلى البيت السنّي من خلال فرضه لأسماء سنّيّة حليفة له في الحكومة المقبلة، ها هو اليوم يسعى لدخول الجبل من بوّابة الحلفاء وتوجيه رسالة إلى رئيس الحزب التقدّمي الإشتراكي وليد جنبلاط.
ولكنّ حنكة جنبلاط السّياسيّة، جعلته منذ اللّحظة الأولى التي حصلت فيها الأحداث إلى قراءة بشكل سليم وجعلته يتصرّف بحسٍّ لا سيّما في هذه المرحلة المفصليّة التي يمرّ بها لبنان والمنطقة، والتي تتطلّب مسؤوليّة ووعي لمواجهة كافّة التطوّرات عبر حماية السلم الأهلي وتحصين الأمن من القوى الشرعيّة.
ورأى جنبلاط في حديث لـِ برنامج "صار الوقت"، مع الإعلامي مرسال غانم، عبر شاشة mtv، أنّ حادثة الجاهليّة كانت غارة ليليّة فاجأتنا لأنّها على أمن الجبل، وأمّا لماذا حدثت هذه الغارة؟ فالسؤال يُوجّه لـِ وئام وهاب.
وإعتبر جنبلاط أنّ الغارة غير مألوفة، كانت مرور غارة مسلحة في المختارة، ولكن نجحنا بتثبيت الأمن وأتى تدخّل الجيش في الوقت المناسب، ولم أفهم بعد دوافع هذه الغارة، مؤكّدًا أنّ لا أحد غير النظام السوري يقوم بمثل هذه الغارات.
وأوضح جنبلاط في حديثه أنّ النّظام السوري هو الذي يفتعل مثل هذه الغارات ولا يُمكن التنبؤ بما يُخطّط له لربّما كان الهدف من حادثة الجاهليّة اختراق الساحة الدرزيّة فما من شيء في نظام بشار الأسد ووالده سوى القتل”.
وعلّق جنبلاط على الفيديو الذي سُرّب باسم مجموعة سلمان الفارسي، مُعتبرًا أنّه تهديد مباشر بالقتل للواء عماد عثمان والرئيس سعد الحريري، سائلًا "هل يريدون مجددًا فتح مسلسل 2005؟"
ويعرف جيّدًا جنبلاط الذي لا يستطيع أحد تحجيمه كيف يُبقي الجسور ممدودة مع الجميع، علّ هذا البلد الصغير يتمكّن من العبور، بأقلّ الأضرار الممكنة، إلى الضفّة الثانية من الحروب الحاصلة والمقيمة في المنطقة.