"طار البلد" الأغنية الجديدة للفنان راغب علامة التي عبّر من خلالها عن صرخة جميع اللبنانيين بما تضمنته كلمات الأغنية من التعبير عن حال الوجع التي وصل إليها اللبنانيون.
وبغض النظر عن التقييم الفني لهذه الأغنية لكنها استطاعت أن تأخذ المساحة الإعلامية الكافية من الإنتشار على خلفية المواقف التي صدرت حيالها والتي كان أبرزها موقف النائب في كتلة "لبنان القوي" حكمت ديب الذي أصدر موقفاً غير مسبوق وحكم عل الفنان راغب علامة بقطع الرأس بتعبيره "لازم يطير راسو" وبالتأكيد كانت مواقف النائب ديب دفاعاً عن "العهد القوي" ليس إلا وأما لو استشعر نائب الشعب ما حصل ويحصل في لبنان ولشعب لبنان لكان غنّى مع اللبنانيين جميعاً "طار البلد" ولكن النائب في هذا البلد هو بوق الزعيم وهو ليس سوى تابع ومرتهن لتيار أو حزب أو مسؤول، نائب مجرد من حسّ المسؤولية ونائب خائن للأمانة التي أولاها له هذه الشعب.
إقرأ أيضًا: صورة النائب وتضليل الرأي العام
"طار البلد" إنها أكثر من أغنية، أكثر من عمل فني هدفه اللهو والطرب بما يفهمه الناس إنها موقف مما آل إليه وضع البلد على كل المستويات في ظل "العهد القوي" الذي هزته أغنية، ولم تهزه كل الآلام والمصائب التي يتعرض لها الشعب اللبناني، ولم تهزه فضائح الفساد المالي والإداري التي تجتاح كل أجهزة الدولة، ولم تهزه كل تلك السرقات والسمسرات والصفقات التي تنهب كل يوم مقدرات الدولة، ولم تهزه هذه الفوضى السياسية غير المسبوقة التي ادخلت البلاد في أتون الفراغ والتعطيل منذ ترشح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.
إنه العهد الذي أكل الدولة ومقدراتها، إنه العهد الذي عطّل المؤسسات، واستولى على مرافىء الدولة لخدمة المحاصصة والحاشية والعائلة والأزلام، إنه العهد الصامت عن كل فساد عن كل مأساة تطال حياة اللبنانيين ولقمة عيشهم.
إقرأ أيضًا: حوادث السير والموت على الطرقات من المسؤول؟
طار البلد، نعم طار البلد ولم يبق منه شيء مع العهد الذي يسمى زوراً وتضليلاً بالعهد القوي لأن القوي هو العهد الذي يكون على مستوى الآمال والتطلعات على مستوى الأزمات العهد القوي هو القوي بشعبه، وهو القوي بالدستور، وهو القوي بالقانون ودولة المؤسسات.
أما هذا العهد هو العهد العجوز الذي انقلب على الدستور والمؤسسات ليحكم عن طريق الحزب والعائلة والحاشية.
لو كان النائب حكمت ديب صادقاً مع نفسه ولو كان نائباً مسؤولاً في خدمة شعبه لكان عرف حقاً ماذا تعني أغنية طار البلد وماذا تمثل هذه الأغنية في الوجدان اللبناني لكنه يخدع نفسه ويخدع الرأي العام ويخدع وطنه من أجل العهد القوي الذي سيذكر التاريخ أنه من أفشل العهود التي مرت على لبنان.