ما تزال قضية الأنفاق الخبر الرئيسي في الاعلام الإسرائيلي وسط تحليلات سياسية وعسكرية تحذر من الإنفجار الكبير على الحدود مع لبنان
فيما يلي أبرز العناوين الصادرة اليوم الخميس.
القناة "العاشرة" العبرية:
- إصابة ضابط من حرس الحدود بجروح متوسطة وشرطي آخر بجروح طفيفة في عملية طعن وقعت بالقدس.
- خلال عملية مطاردة استمرت لأكثر من 9 أسابيع، الجيش "الإسرائيلي" يطلق النار على منفذ عملية "باركان".
- الجيش "الإسرائيلي" يعلن تصفية منفذ عملية "عوفرا"، واعتقال مجموعة شبان فلسطينيين بزعم مشاركتهم بالعملية.
القناة "الثانية" العبرية:
- بطريقة سريعة وغريبة: الكنيست صادقت الليلة بالقراءة الأولى على قانون "جدعون ساعر".
- عائلات القتلى في عملية "باركان" يطالبون الحكومة والجيش "الإسرائيلي" بهدم منزل منفذ العملية.
القناة "السابعة" العبرية:
- ليبرمان: يجب الإعلان فورا عن وقف تحويل الأموال القطرية لحركة حماس بقطاع غزة.
- وزير الجيش ليبرمان يزعم أن أحد الخلايا التي نفذت عمليات "باركان" و "عوفرا" تتبع لحركة حماس، ويتم ادارتها من قطاع غزة.
- انفجار عبوة مؤقتة بجانب سيارة ضابط الاستخبارات في سجن "ريمونيم" والشرطة تفتح تحقيقا بالحادث.
صحيفة "هآرتس" العبرية:
- عملية طعن وقعت الليلة في البلدة القديمة بالقدس، اسفرت عن إصابة ضابط وشرطي، وتم تحييد المنفذ.
- الشاباك: المطلوب أشرف وليد سليمان نعالوة كان مسلحا، وقتل خلال اشتباك مسلح، عند محاولة اعتقاله.
- رئيس نتنياهو يعد بإيجاد حلول قضائية وتشريعه لمحاربة ظاهرة العنف ضد النساء في "إسرائيل".
صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية:
- استشهاد 3 منفذي عمليات اللية الماضية: منفذ عملية "باركان"، ومنفذ عملية "عوفرا"، ومنفذ عملية الطعن.
- الشرطة "الإسرائيلية" تفرج عن الشبان اليهود المتطرفين الأربعة الذين قاموا بكاتبة شعارات عنصرية بقرية يافع بالجليل.
- الشباك "الإسرائيلي" يزعم: المطارد أشرف نعالوة خطط لتنفيذ المزيد من العمليات بالضفة.
صحيفة "معاريف" العبرية:
- بعد شهرين من الفشل الأمني: الجيش "الإسرائيلي" والشاباك يتوصلون الى منفذ عملية "باركان".
- وزير الامن الداخلي "جلعاد أردان" عبر حسابة بتويتر: تم اغلاق الحساب من منفذي عمليات "باركان" و "عوفرا".
- حركة حماس تعلن أن منفذي عمليات "باركان" و "عوفرا" "نعالوة والبرغوثي" الذين استشهدوا الليلة، يتبعون للحركة ومن عناصرها.
موقع "كان" العبري:
- اليوم: استمرار التظاهرات والأعمال الاحتجاجية على ظاهرة العنف ضد النساء في "إسرائيل".
- بعد شهرين من الفشل الاستخباراتي في العثور عليه: "أشرف نعالوة" كان داخل أحد المخيمات بنابلس، وهناك تم تصفيته.
- الشرطة "الإسرائيلية": 731 مخالفة مرورية تم تسجلها الأسبوع الماضي على طرق الضفة الغربية.
موقع "والاه" العبري:
- الجيش "الإسرائيلي" اعتقل الليلة عشرات الشبان الفلسطينيين خلال حملة مداهمات طالت العديد من قرى ومدن الضفة الغربية.
معاريف
الجيش الإسرائيلي يعلن اكتشاف نفق ثالث يعبر الحدود اللبنانية إلى أراضي إسرائيل
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن الجيش اكتشف أمس (الثلاثاء) نفقاً ثالثاً يعبر الحدود اللبنانية إلى داخل إسرائيل، وذلك ضمن حملة "درع شمالي" العسكرية التي بدأ بها قبل نحو أسبوع لتدمير أنفاق حزب الله، وأكد أن مسار النفق تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي ولا يشكل تهديداً.
وأشار البيان إلى أنه تم تفخيخ مسار النفق كما تم تفخيخ مساري النفقين الآخرَيْن، وإلى أن كل من يدخل إليه من الجانب اللبناني يُعرّض نفسه للخطر. وأضاف أن الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية الكاملة عن حفر النفق داخل الأراضي اللبنانية، ووصف ذلك بأنه خرق فادح لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، ولسيادة إسرائيل.
وأوضح البيان أن قوات الجيش الإسرائيلي تواصل أعمال البحث عن أنفاق حزب الله في منطقة الحدود مع لبنان وفق الخطة المقررة لسير عملية "درع شمالي".
يسرائيل هيوم
نتنياهو يحذر حزب الله من ضربات لا يمكن تخيّلها في حال تعرّضه لعملية "درع شمالي"
حذّر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حزب الله من مغبة المساس بإسرائيل بأي شكل أو عرقلة عملية "درع شمالي"، وأكد أنه في حال حدوث ذلك سيتلقى الحزب ضربات لا يمكنه تخيّلها.
وجاء تحذير نتنياهو هذا خلال جولة قام بها في منطقة الحدود مع لبنان بمرافقة قيادة المنطقة العسكرية الشمالية أمس (الثلاثاء)، وذلك في إثر إعلان الجيش الإسرائيلي عثوره على نفق ثالث من لبنان يخترق الأراضي الإسرائيلية.
وأضاف نتنياهو أن حزب الله كان يظن أن في إمكانه حفر أنفاق هجومية من دون مضايقة، لكن إسرائيل كانت تعلم بما يجري. وأكد أن عملية اكتشاف الأنفاق تسير على أكمل وجه.
واجتمع نتنياهو بالجنود المشاركين في عملية "درع شمالي" وقال لهم إن حزب الله يعلم عظمة القوة التي يواجهها ويعي أن الجيش الإسرائيلي مستعد لأي محاولة من طرف الحزب للرد على عملية اكتشاف الأنفاق.
كما أشار نتنياهو إلى أن الوفد العسكري الإسرائيلي الذي توجّه إلى العاصمة الروسية موسكو مساء أمس سيشرح أسباب إطلاق عملية "درع شمالي"، وسيوضح للقيادة الروسية أن اسرائيل تحتفظ لنفسها بحق التصدي لتموضع إيران وحزب الله في سورية.
وبعد ذلك عقد نتنياهو اجتماعاً مع رؤساء سلطات محلية في المنطقة الشمالية أطلعهم خلاله على تفاصيل العملية وأكد أنها ستشل مقدرة حزب الله على ارتكاب أعمال قتل وخطف داخل إسرائيل. وكرّر تحذيره أن الحزب سيتلقى ضربة قاسية جداً في حال قيامه بتصعيد الأوضاع.
هآرتس
"بتسيلم": الشاب الفلسطيني محمد حبالي قُتل بدم بارد برصاص الجيش الإسرائيلي في طولكرم
نشرت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية أمس (الثلاثاء) مقطع فيديو من كاميرات حراسة متعددة يثبت أن الشاب الفلسطيني محمد حبالي الذي قُتل برصاص جنود إسرائيليين في طولكرم الأسبوع الفائت تعرض لإطلاق النار من دون أي استفزاز، وأنه لم تكن هناك اضطرابات أو أعمال شغب في المكان الذي قُتل فيه قبل وقوع الحادث.
وكان بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي ذكر أن جنود الجيش أطلقوا النار يوم 4 كانون الأول/ ديسمبر الحالي على متظاهرين قاموا بإلقاء الحجارة ومهاجمتهم خلال قيامهم بنشاط عسكري في طولكرم.
وقالت منظمة "بتسيلم" إن مشاهد جديدة التقطتها كاميرات حراسة متعددة تُظهر الجنود الإسرائيليين وهم يسيرون بهدوء في أحد شوارع المدينة حتى قبل لحظات من إطلاق النار، كما تُظهر سكاناً فلسطينيين يقفون بالقرب من حبالي ويبدو عليهم الهدوء أيضاً. ويظهر حبالي الذي أشارت المنظمة إلى أنه من ذوي الحاجات الخاصة، وهو يسير في الطريق ويحمل عصا طويلة وراء ظهره. بعد ذلك يظهر الجنود وهم يركضون جانباً ويطلقون النار، ويظهر السكان وهم يتفرقون وحبالي الذي لم يتمكن من مغادرة المكان بسرعة وهو يسقط على الأرض.
وأشارت "بتسيلم" إلى أن الجيش الإسرائيلي زعم في إثر هذا الحادث أن أعمال شغب اندلعت في المكان وأن عشرات الفلسطينيين قاموا بإلقاء الحجارة وأن الجنود استخدموا وسائل مكافحة الشغب وفقط بعد ذلك استخدموا الذخيرة الحية، لكن مقاطع الفيديو وتقارير شهود عيان التي قامت "بتسيلم" بجمعها لا تظهر أي علامات على أعمال شغب أو على أعمال إلقاء حجارة، وتثبت أن قتل حبالي تمّ بدم بارد.
تحييد مشروع أنفاق حزب الله: خطوة إضافية في المعركة المستمرة ضد نفوذ إيران الإقليمي
يورام شفايتسر وأوفيك ريمر - باحثان في معهد دراسات الأمن القومي
في هذه الأيام بدأ تنفيذ عملية "درع شمالي" لتحييد الأنفاق العابرة إلى إسرائيل، والتي حفرها حزب الله في منطقة الحدود بين إسرائيل ولبنان. كشفت إسرائيل بصوت عال عن وجود الأنفاق وبداية عملية تحييدها، بعد ملاحقة استخباراتية استمرت عدداً من السنوات. تترافق العملية مع خطة مدروسة، تجمع بين كشف استخباراتي، وإحباط هندسي، وعملية دبلوماسية للتاثير في الوعي، هدفها تقديم توضيحات للبنان بصورةعامة ولحزب الله بصورة خاصة، فيما يتعلق بأهداف العملية وأبعادها. وذلك بهدف تقليص خطر الفهم الخاطئ للخطوات الإسرائيلية، وكذلك من أجل الحصول على دعم المجتمع الدولي لهذه الخطوات. واستند اختيار توقيت العملية إلى اعتبارات عملانية، وتكنولوجية، واستخباراتية تتعلق بمسألة الوقت الذي تصبح هذه الأنفاق جاهزة للاستخدام، بالإضافة إلى اعتبارات سياسية داخلية في إسرائيل.
الأنفاق التي تعبر إلى إسرائيل هي مدماك في خطة هجوم برّي أعدها حزب الله لليوم الذي يطلق عليه اسم "احتلال الجليل". والخطة هي مكون واحد فقط في صورة التهديدات التي تتعرض لها إسرائيل من حزب الله، وفي طليعتها عشرات آلاف الصواريخ والقذائف البعيدة المدى المزورعة في المراكز السكانية في أنحاء لبنان، والتي طورها حزب الله منذ حرب لبنان الثانية بهدف ترسيخ توازن ردع في مواجهة إسرائيل. الأنفاق التي حفرها حزب الله هدفها السماح لوحدات الكوماندوس فيه، قوات الرضوان، باجتياز حدود إسرائيل والمساهمة في تحقيق "صورة انتصار" من خلال السيطرة (ولو الموقتة) على مستوطنة، أو قاعدة عسكرية، أو طريق رئيسية. في الجانب الإسرائيلي، عملية الكشف عن الأنفاق وتدميرها تنضم إلى مشروع بناء جدار من الباطون في نقاط حساسة ومهمة على طول الحدود، بدأ العمل فيه قبل أكثر من سنة. بناء الجدار وتدمير الأنفاق، بالإضافة إلى تحسين الوسائل الاستخباراتية والكشف، كل ذلك يضر إلى حدّ كبير بخطة حزب الله التي تهدف إلى خلق تهديد برّي ذي صدقية وأهمية في مواجهة إسرائيل.
إن حرمان حزب الله هذه القدرة يرسّخ التفوق العسكري لإسرائيل ويعّمق الفجوة بينها وبين حزب الله بصورة يمكن أن تنعكس على توازن الردع الثابت منذ سنة 2006. وهكذا، على سبيل المثال، في نظر حزب الله، إذا شعرت إسرائيل أنها محصنة نسبياً في مواجهة التهديدات التي يطرحها عليها، فإنها ستشعر بثقة أكبر للعمل ضده ولتحدي "الخطوط الحمراء" التي وضعها، من خلال القيام بهجوم في لبنان - الأمر الذي سيسرّع دينامية تصعيد. مع ذلك، ولأن الردع المتبادل يستند إلى أسس كثيرة، بينها صدمة 2006 بالنسبة إلى إسرائيل وحزب الله، تهديد بدمار واسع للبنان، وفي المقابل الضرر الذي ستتكبده إسرائيل نتيجة صواريخ حزب الله، وكذلك الضرر الذي سيصيب إسرائيل ويمكن أن يتسبب به حزب الله من أراضي سورية، فإنه قد لا يكون للعملية الإسرائيلية بشأن إحباط تهديد الأنفاق انعكاسات مباشرة، بمعنى زيادة احتمال المواجهة.
عملياً، وأيضاً في نظر حزب الله، تُعتبر العملية الإسرائيلية ضد الأنفاق، التي تجري داخل أراضي دولة إسرائيل عملية دفاعية مشروعة. وطالما بقيت كذلك ولم تدخل إلى الأراضي اللبنانية، فهي لا تشكل ذريعة للحرب. عبّر عن هذه النظرة للأمور أيضاً أطراف في لبنان، بينها رئيس البرلمان المقرب من حزب الله، نبيه بري. علاوة على ذلك، الكشف عن أنفاق تتخطى الحدود يمكن أن يُستخدم كدليل على أن حزب الله انتهك في السنوات الأخيرة السيادة الإسرائيلية والقرارات الدولية المتعلقة بذلك. وإسرائيل بامتناعها من معاقبة الحزب على هذه الانتهاكات، باستثناء إحباط تهديد الأنفاق، تلمح إلى أنها تنوي المحافظة على الاستقرار والهدوء على الحدود. من جهته طلب حزب الله من الناطقين بلسانه الصمت، ربما بسبب الإحراج من عمق الكشف وحرمان الحزب من القدرة على التسلل إلى إسرائيل من خلال الأنفاق، وربما رغبته في منع التصعيد. وفي الإمكان التقدير أنه هو أيضاً يلمح إلى عدم رغبته في هذه المرحلة في حدوث تصعيد عسكري في مواجهة إسرائيل. وذلك بسبب استمرار تدخّله العسكري في الحرب في سورية التي كبدته حتى الآن ثمناً دموياً وأموالاً طائلة (ألفي قتيل ونحو ثمانية آلاف جريح، وعائلات يتوجب عليه أن يدعمها)، وأيضاً في ضوء الوضع السياسي الحساس في لبنان، إذ يحاول الحزب زيادة نفوذه في الحكومة التي ستتألف في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، القيام بعملية هجومية ضد إسرائيل بهدف تدفيعها ثمن عملياتها في منطقة الحدود، يمكن، من وجهة نظره، أن يدخله في "كمين استراتيجي" ستستخدمه إسرائيل ذريعة لعملية عسكرية أوسع نطاقاً بكثير، مثل عملية ضد تهديد الصواريخ الدقيقة في لبنان.
أنفاق حزب الله هي، كما هو معروف، حلقة فقط من تهديدات من جانب حزب الله وإيران و"محور المقاومة" في المنطقة الشمالية لإسرائيل. وهي تنضم إلى مشروع إنتاج صواريخ دقيقة في لبنان؛ وإلى التمركز العسكري الإيراني في سورية - بما في ذلك محاولات نصب وإنتاج أسلحة متطورة في أراضيها وإقامة قوة عسكرية شيعية فيها؛ وإلى مشروع إيران النووي.
في هذا الوقت، إن محور الاهتمام والمتابعة في إسرائيل منصبّ، في الأساس، على مشروع الحرس الثوري الإيراني وتنظيم حزب الله إنتاج ونصب صواريخ موجهة دقيقة وبعيدة المدى في الأراضي اللبنانية. جزء كبير من عمليات إسرائيل في المجال السوري في السنوات الأخيرة كان هدفه إحباط جهود حزب الله في التسلح بصواريخ، وتحويل صواريخه في لبنان إلى صواريخ موجهة دقيقة. القيود السياسية العسكرية الآخذة في التشدد بشأن حرية عمل إسرائيل في سورية، وكذلك الجهد الإيراني من أجل نقل عتاد عسكري وتكنولوجيا مباشرة إلى بيروت من دون استخدام الواسطة السورية، أدى إلى تحويل الصراع نحو الساحة اللبنانية.
وهذا هو السبب الذي من أجله زادت إسرائيل من التصعيد في الأسابيع الأخيرة، بدءاً بخطاب رئيس الحكومة في الأمم المتحدة الذي عرض فيه مواقع في بيروت يشك في أن تكون مستخدَمة في المشروع، وصولاً إلى الاجتماع الطارىء في بروكسيل في 3 كانون الأول/ديسمبر مع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الذي بحث في إطاره تقدُّم مشروع الصواريخ. وبذلك تلمح إسرائيل للمجتمع الدولي بصورة عامة ولحزب الله بصورة خاصة، إلى أنها يمكن أن تقوم بخطوات متشددة، وأن تهاجم لبنان، لإزالة هذا الخطر.
حتى لو كان ما يجري هو محاولة لزيادة الضغط على حزب الله والدفع قدماً بحل للأزمة بالوسائل الدبلوماسية، من خلال المجتمع الدولي، فإن إسرائيل قد تصل إلى لحظة الحقيقة التي ستضطر فيها إلى القيام بهجوم وقائي ضد مشروع الصواريخ الدقيقة في لبنان. وثمة احتمال كبير أن يضع مثل هذا السيناريو إسرائيل وحزب الله على مسار صدام، ويمكن أن تشكل الأعمال التي تجري في منطقة الحدود ضمن إطار تحييد الأنفاق بحد ذاتها أهدافاً سهلة لحزب الله من أجل تدفيع إسرائيل الثمن.
في أي حال، وعلى الرغم من أن تدمير الأنفاق بحد ذاته ليس من المتوقع أن يؤدي إلى تصعيد مباشر، فإن شبكة العلاقات المعقدة والمتشابكة بين إسرائيل وإيران وحزب الله دخلت مرحلة حساسة تستدعي إدارة حكيمة ومدروسة، للحؤول دون الانزلاق إلى حرب لا يرغب فيها الطرفان. يتعين على إسرائيل الاستمرار في عملية إحباط الأنفاق حتى حرمان حزب الله هذه القدرة وإزالة التهديد البرّي عن المستوطنات في منطقة الحدود. في هذا الإطار تستخدم إسرائيل بصورة صحيحة وسائل إعلام علنية وقنوات دبلوماسية غير مباشرة، مثل قوات اليونيفيل، لنقل رسائل وتوضيح عملياتها فيما يتعلق بأهداف العملية وأبعادها، بهدف المحافظة على الاستقرار ومنع التصعيد.
علاوة على ذلك، كشف الخطة الهجومية لحزب الله علناً يجب أن يُستخدم أساساً لخطوات سياسية مهمة. على سبيل المثال، طرح مطالب إسرائيلية من الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي من أجل:
1- زيادة الضغط على حزب الله وإيران للتوقف عن تشجيع نشاطات تآمرية تقوض الاستقرار في سورية وفي لبنان؛ 2- تحسين شروط القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن في الأمم المتحدة سنة 2006، والذي دعا إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله؛ 3- فحص إمكانية فرض عقوبات إضافية على لبنان، بصورة تبرهن للحكومة والجمهور العلاقة بين الأعمال الإرهابية لحزب الله ومعاناة لبنان؛ 4- مطالبة الحكومة اللبنانية الجديدة عندما تتألف، أن تضع في خطوطها الأساسية مبادىء صريحة ذات أهمية وقابلة للتنفيذ حيال تطبيق سيادتها والدفاع عن حدودها، من خلال تطبيق إصلاحات في مراقبة الموانىء البحرية والمطار بمساعدة غربية. إن تعزيز هذه الإجراءات يمكن أن يساهم كثيراً في منع التدهور إلى حرب مدمرة للطرفين، من خلال السعي لتقليص التهديدات التي تتعرض لها إسرائيل.
في حال حدوث تدهور في الوضع الأمني على الحدود مع لبنان، يتعين على إسرائيل استخدام الكشف عن الأنفاق لتمرير رسالة إلى إيران، بواسطة الولايات المتحدة وروسيا، بأن عليها العمل على كبح النشاطات الهجومية لحزب الله ضدها، وأن على إيران ألاّ تتدخل في مواجهة عسكرية بين إسرائيل وحزب الله، إذا نشبت.