"معك هيداك المرض... هيداك المرض يلي بذكّرك بالموت، ويلي صعب عليك تقول اسمو...".
"معك سرطان"، هو أصعب خبر أو كلمة يمكن أن يتلقاها أي مريض صاحب قلب جبار، فماذا لو كان هذا المريض طفلاً لم يرَ من الحياة سوى أعواماً معدودة؟
إحتلت إصابة الطفلة آية طيراني (12 عاماً) بمرض السرطان مؤخراً مساحة واسعة من إهتمام الرأي العام، ووسط إهمال الدولة اللبنانية لحالة آية التي كانت عائلتها تحتاج إلى مبلغ الـ80 ألف دولار لإجراء عملية لزراعة نقي عظام، كان سيتم العمل على تأمين المبلغ خلال مباراة القمة التي جمعت فريقي النجمة والعهد، لكن آية سرعان ما فارقت الحياة قبل موعد المباراة، مودعةً بجسدها الصغير سنوات قليلة عانت فيها من مرض خبيث تجرأ على قتل طفولتها، ما أدى إلى ثورة غضب عارمة وسط الرأي العام اللبناني الذي اعتبر "أن الدولة اللبنانية هي المسؤول الأول عن هذا الإهمال"، فمنهم من قال: "لو أمنت الدولة المبلغ أو حتى اهتمت بمعالجة آية ما كانت وصلت إلى هذه النتيجة، ولكن في النهاية لا اعتراض على حكم الله".
إقرأ أيضاً: يا رايحين ما ترجعوا...خدونا معكن!!
وقبل رحيل آية، رحل الشاب الصغير محمود بعلبكي (17 عاماً) لنفس السبب، سبب مغلف بإهمال الدولة التي تدفع أموال طائلة في سبيل السرقة والنهب، ولا تبالي بأرواح أطفالها، أما سرطان الأطفال في لبنان يرتفع بشكل ملحوظ حيث أن "ما بين 15 و17 طفل لبناني بين مئة الف طفل يولدون مصابين بالسرطان".
كما ويعاني "حوالي 200 الف طفل دون 15 عاماً من مرض السرطان".
وتشير المعلومات إلى أن "سرطان الأطفال يحدث في كثير من الأحيان بشكل مفاجىء، كما لا يسبقه ظهور أعراض مبكرة، ويعتبر معدل الشفاء من سرطان الأطفال مرتفع، ولكن يعد ذلك مشروطاً بمدى توفر الرعاية الصحية، وطبعاً في لبنان الطب متطور جداً، ولكن مستشفياتنا تمشي على مبدأ "معك تدفع أهلا وسهلا، ما معك... الله معك".
إقرأ ايضاً: قُل كلمتك الجارحة لنفسك أولاً!!
ويعتبر اللوكيميا "سرطان الدم"، أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الأطفال، يليه "أورام الدماغ" والليمفوما أي "سرطان الأنسجة الليمفاوية"، و"ساركوما الأنسجة الرخوة".
أما طرق الوقاية والعلاج من هذا المرض، فتنحصر في ضرورة الكشف المبكر عن المرض والعلاج الفوري، مع ضرورة امتناع الأهل عن التدخين، والإكثار من الارضاع من الثدي، وتجنب التعرض لأشعة الشمس...
آية ومحمود فارقا الحياة، بسبب السرطان، أما نحن فلا زلنا نعاني من مرض لا يمكن الشفاء منه وهو "سرطان الدولة".