انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي صورة للنائب في كتلة الوفاء للمقاومة ابراهيم الموسوي وهو على متن دراجة نارية تفادياً لزحمة السير وحرصاً منه على الوصول إلى موعد عمل كما أُشيع عند نشر الصورة المذكورة.
المزاج الشعبي العام وطبعاً المؤيد لحزب الله رأى في هذه الخطوة من سعادة النائب صفة من صفات الأخلاق والتواضع وعدم الإستغراق في بروتوكلات الموقع النيابي أو الحزبي فانتشرت الصورة، وقد أُريد لها أن تنتشر على نطاق واسع كشكل من أشكال الدعاية لتغيير صورة النواب في أذهان الرأي العام اللبناني عموماً والحزبي خصوصاً بعدما أصبح النائب في حزب الله مجرد صورة شكلية و "كمالة عدد" بعد الإخفاقات الكبيرة والمستمرة منذ عقود وبعد انكشاف خطابات الكذب الإنتخابي في مواسم الإنتخابات النيابية، وبعد الإصرار على إهمال معاناة الناس وشؤونهم وحاجاتهم على امتداد ساحات العمل المفترضة لهؤلاء النواب.
إقرأ أيضًا: حوادث السير والموت على الطرقات من المسؤول؟
هل كان حزب الله ونوابه بحاجة إلى هذه الصورة؟
الإجابة هي نعم بالتأكيد لأن الدعاية أصبحت ضرورة، ولأن صورة النائب أصبحت مهزوزة وفقدت قيمتها وصدقيتها وما زالت عرضة للانتقادات على خلفية استغلال الموقع وقضايا الفساد والملفات المعيشية الإنمائية والبيئية إضافة إلى التقصير الفاضح وغير المبرر، فأصبحت هذه صورة ضرورة لتصويب الرأي العام باتجاه أن النائب اذا تواضع ربما سيغفر له الناس والمجتمع فشله وإهماله وتخليه عن مسؤولياته.
ولأن كانت الصورة نوعاً من أنواع الإستغلال لعقول الناس وعاطفتهم تجاه الحزب إلا أنها لن تغفر لهذا الحزب تورطه في الإهمال والحرمان تجاه أهله وناسه، وهي محاولة لن تنطلي على أي عاقل وواع أدرك أهمية حصوله على حقوقه ومستقبله ومستقبل وطنه ومستقبل أبنائه.
ولن تغفر هذه الصورة وهذه المحاولات لحزب الله تورطه في قمع الرأي وحرية التعبير تجاه المعارضين وبعض الإصلاحيين المطالبين بوقف الفساد والتسلط واستغلال السلطة لأسباب شخصية وما زالت القضية الأخيرة وهي قضية استدعاء علي ولاء مظلوم على خلفية منشورات على الفايسبوك ماثلة للعيان وهي لم تنتهِ بعد وما يزال التحقيق مفتوحاً، حاول الحزب وما زال قمع الرأي الآخر بكل الوسائل ولم تكن هذه القضية هي القضية الأولى وبالتأكيد لن تكون الأخيرة لأن الحملة مستمرة ضد كل إصلاحي معارض.
إقرأ أيضًا: تسجيل صوتي ضد الجيش في البقاع وغياب لمساعي الحل!
إن الصورة هذه هي صورة واحدة تقابلها آلاف الصور التي تعبر هي أيضاً عن الإخفاقات الكثيرة بحق أهلنا وناسنا، وبحق البيئة الشيعية على وجه التحديد، الصور القاتمة جداً، صور الفساد والإهمال، صور الإعتداءات على المعارضين، صور الهروب من المسؤوليات وهي تعد ولا تحصى.
الصورة التي يجب أن يشهرها حزب الله هي صور الإنماء والمشاريع الإنمائية، صور البرامج والخطط التي تنقذ البلد من الإنهيار السياسي والإقتصادي والصحي والبيئي.
الصور التي يجب أن ينشرها النائب الموسوي هي المخططات والبرامج التي تنقذ البلد من أزمات السير والإزدحام وتصحيح القوانين، وهذه هي الصورة التي يريدها كل لبناني وأما هذه المحاولات المضحكة لن تمر على أي عاقل.