وفيما يلي ابرز عناوين وسائل الاعلام الإسرائيلية صباح اليوم الثلاثاء.
القناة "العاشرة" العبرية:
- "جيرارد كوشنير": سيتم الكشف عن تفاصيل صفقة القرن خلال الأشهر القليلة القادمة.
- إصابة أربع شبان فلسطينيين خلال مواجهات اندلعت مع قوات الجيش "الإسرائيلي" في نابلس الليلة.
- قوات الجيش "الإسرائيلي" اقتحمت الليلة عدة قرى وسط الضفة بحثاً عن منفذي عملية عوفرا.
القناة الثانية" العبرية:
- الكنيست صادق الليلة بالقراءة الأولى على قانون عدم تخفيف أحكام الأسرى الأمنيين.
- الجيش" الإسرائيلي" سيوسع حملة "درع الشمال" للبحث عن المزيد من أنفاق حزب الله على الحدود اللبنانية.
- تحسن طفيف طرأ على حالة المصابة التي أصيبت بجروح خطيرة في عملية إطلاق النار بعوفرا.
القناة "السابعة" العبرية:
- وزير الجيش السابق "ليبرمان": حزب الله واثق من نفسه، ونحن نزيد من شهرته الإعلامية.
- رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن: "إسرائيل" تدنس الأماكن المقدسة في فلسطين.
- السفير القطري العمادي: اقترحنا على "إسرائيل" إنشاء مطار بغزة تحت رقابة أمنية قطرية.
صحيفة "هآرتس" العبرية:
- "عاموس هرائيل": حملة "درع الشمال" ستتوسع قريباً، وستنتقل إلى مرحلة الاحتكاك ثم الانفجار.
- الشرطة" الإسرائيلية" اعتقلت الليلة عشرات من تجار ومتعاطي المخدرات بعدة مناطق بالبلاد.
- المستشار القانوني للحكومة يرفض حصول "سارة نتنياهو" على مكانة دبلوماسية لتمثيل "إسرائيل" في الخارج.
صحيفة" يديعوت أحرونوت" العبرية:
- بواسطة نشر الفيديوهات: منظمة حزب الله تمارس الحرب النفسية ضد الجيش "الإسرائيلي".
- سفراء "إسرائيل" بالخارج خلال اجتماع مع "نتنياهو": وضع الخارجية "الإسرائيلية" سيء ونحن غير قادرين على العمل.
- الشرطة" الإسرائيلية" اعتقلت الليلة 12 متطرف يهودي حاولوا اقتحام البلدة القديمة بالقدس.
صحيفة "معاريف" العبرية:
- جامعة الدول العربية تحذر البرازيل: نقل السفارة إلى القدس سيضر بالعلاقات العربية مع البرازيل.
- الإبلاغ عن أصوات إطلاق نار بالقرب من التجمع الاستيطاني "بنيمن" بالضفة، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
- المنظمات الفلسطينية بغزة تبارك وتمدح عملية إطلاق النار التي وقعت "بعوفرا" أول أمس.
موقع "كان" العبري:
- وزير الداخلية الإيطالي يزور "إسرائيل" قريباً، وسيجتمع برئيس الوزراء "نتنياهو" بمكتبه بالقدس.
- وزير المواصلات والاستخبارات "يسرائيل كاتس": ليبرمان استقال لأنه فشل كوزير للجيش.
- قوات حفظ السلام الدولية: "إسرائيل" ومنظمة حزب الله اللبنانية غير معنيون بالحرب.
موقع "والاه" العبري:
- قوات الجيش "الإسرائيلي" اعتقلت الليلة الماضية 19 فلسطينياً من مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
- قوات الجيش" الإسرائيلي" تصادر عشرات آلاف الشواكل الليلة من قرية اذنا قضاء الخليل.
معاريف
إصابة 7 مستوطنين إسرائيليين في هجوم مسلح شمال الضفة الغربية
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن 7 مستوطنين إسرائيليين أصيبوا بالرصاص في هجوم مسلح وقع بالقرب من مستوطنة "عوفرا" شمال الضفة الغربية مساء أمس (الأحد).
وأضاف البيان أن بين الجرحى امرأة وُصفت إصابتها بأنها خطرة للغاية.
وأشار البيان إلى أن سيارة مسرعة قامت بإطلاق النار في اتجاه المستوطنين، وفرّ المهاجمون من موقع الهجوم. وأوضح أن الجيش الإسرائيلي يقوم بأعمال مطاردة وبحث عن المهاجمين، كما قام بإغلاق حاجز عطارة العسكري شمالي رام الله.
وذكر البيان أن التقديرات الأولية تشير إلى أن سيارة فلسطينية وصلت إلى محطة لحافلات الباص بالقرب من مستوطنة "عوفرا"، وقام مسلح فلسطيني بإشهار سلاحه وبدأ بإطلاق النار من داخل السيارة في اتجاه المستوطنين الذين كانوا ينتظرون أمام المحطة، بينما قام جندي من الجيش الإسرائيلي كان موجوداً في المحطة بإطلاق النار في اتجاه السيارة ويبدو أنه أصابها، لكن المهاجم نجح في الهرب من مكان الحادث.
يسرائيل هيوم
نتنياهو: إسرائيل تحقق إنجازات ملموسة فيما يتعلق بحمل إيران على الخروج من الأراضي السورية
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تحقق إنجازات ملموسة في كل ما يتعلق بحمل إيران على الخروج من الأراضي السورية، لكنه في الوقت عينه أكد أنها لم تستكمل هذه المهمة بعد.
وأضاف نتنياهو، في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في الاجتماع الذي عقدته كتلة الليكود في الكنيست أمس (الأحد)، أنه تحادث هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن هذا الموضوع.
وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل تعمل أيضاً على تحييد تهديد الصواريخ الدقيقة في لبنان وأنفاق حزب الله الهجومية، وتحاول الدفع قدماً بموضوع فرض عقوبات دولية على حزب الله وإيران.
وأكد نتنياهو أنه لهذا السبب إسرائيل غير معنية بتفجير الأوضاع في الجبهات الفلسطينية في هذه المرحلة، وتعهّد بأن تحقق إسرائيل إنجازات كبيرة في حال اقتضت الضرورة شن عملية عسكرية في قطاع غزة.
من ناحية أُخرى عقد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوت أمس اجتماعاً مع قائد قوات الأمم المتحدة في لبنان [اليونيفيل] الجنرال ستيفانو دل كول أكد خلاله أن الأنفاق الهجومية التابعة لحزب الله التي تخترق الأراضي الإسرائيلية تُعتبر انتهاكاً فادحاً لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وكانت معدّة لتكون عنصر مفاجأة في خطة حزب الله الهجومية للتسلل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.
وأطلع أيزنكوت قائد اليونيفيل على سير حملة "درع شمالي" التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد أنفاق حزب الله في منطقة الحدود مع لبنان، وأكد أهمية قيام قوات اليونيفيل بالعمل لإحباط الأنفاق من الجانب اللبناني ومنع خروقات القرار الدولي من طرف حزب الله، وكرّر أن المسؤولية عن قيام حزب الله بحفر الأنفاق في جنوب لبنان تقع على عاتق الحكومة اللبنانية.
وعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية - الأمنية مساء أمس اجتماعاً طارئاً استمر ساعتين استمع خلاله إلى تقارير عن سير عميلة "درع شمالي".
معاريف
الجيش الإسرائيلي يعلن اكتشاف نفق جديد يعبر الحدود اللبنانية إلى أراضي إسرائيل
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن الجيش اكتشف أمس (السبت) نفقاً جديداً يعبر الحدود اللبنانية إلى داخل إسرائيل، وذلك ضمن حملة "درع شمالي" العسكرية التي بدأ بها قبل أيام لتدمير أنفاق حزب الله، وأكد أن الجيش سيوسع في الساعات القليلة المقبلة عملية المسح الهندسية التي يستخدمها للكشف عن الأنفاق.
ولم يفصح بيان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي عن مكان النفق الذي عُثر عليه، وذلك كي لا يعرّض حياة الجنود للخطر. وهذا هو النفق الثاني الذي تعلن إسرائيل اكتشافه منذ إطلاق الحملة المذكورة.
وأشار بيان الناطق العسكري إلى أن النفق الثاني يشبه إلى حد كبير النفق الأول الذي تم العثور عليه، وادّعى أن عمليات حفره استمرت إلى حين إعلان الجيش الإسرائيلي حملة البحث عن أنفاق حزب الله. وقال إن مسار النفق تحت سيطرة الجيش وتم تفخيخه بحيث يعرّض من يحاول دخوله من الجانب اللبناني للخطر.
وذكر البيان أن جنود الجيش الإسرائيلي أطلقوا في وقت سابق أمس نيراناً تحذيرية في اتجاه 3 أشخاص يُعتقد أنهم عناصر من حزب الله، بعدما اقتربوا نحو المنطقة التي يعمل فيها الجيش الإسرائيلي للبحث عن الأنفاق، وهو ما أدى إلى فرارهم.
وأكد البيان أن التحقيقات الأولية أشارت إلى أن الثلاثة حاولوا سرقة معدات تكنولوجية يستخدمها الجيش الإسرائيلي في عمليات البحث عن الأنفاق، والممتدة على مساحات واسعة.
يديعوت أحرونوت
بوتين يؤكد لنتنياهو ضرورة الحفاظ على الاستقرار في منطقة الحدود الإسرائيلية – اللبنانية
قال بيان صادر عن الكرملين في موسكو إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد، خلال محادثة هاتفية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أول أمس (الجمعة)، ضرورة الحفاظ على الاستقرار في منطقة الحدود الإسرائيلية - اللبنانية.
وأضاف البيان أن بوتين تلقى اتصالاً هاتفياً من نتنياهو أطلعه خلاله على تفاصيل عملية "درع شمالي" التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في منطقة الحدود الإسرائيلية - اللبنانية وتهدف إلى الكشف عن أنفاق لحزب الله توغلت إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.
وذكر البيان أن بوتين أكد لنتنياهو ضرورة الحفاظ على الاستقرار في المنطقة وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، كما أكد أهمية التنسيق مع قوات اليونيفيل.
وشدد بوتين على ضرورة تحسين التعاون الروسي - الإسرائيلي عبر القنوات العسكرية بين البلدين.
وأشار البيان إلى أنه تم الاتفاق على بحث مسألة عقد لقاء قريب بين الزعيمين.
يسرائيل هيوم
كاتس وبينت: إسرائيل لن توافق بعد الآن على اعتبار حزب الله منظمة مستقلة ومفصولة عن الدولة اللبنانية
قال وزير المواصلات وشؤون الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس [الليكود] إن إسرائيل لن توافق بعد الآن على اعتبار حزب الله منظمة مستقلة ومفصولة عن الدولة اللبنانية، كما فعلت في حرب لبنان الثانية في تموز/ يوليو 2006 استجابة للمطالب الدولية آنذاك.
وأضاف كاتس، في سياق مقابلة أجرتها معه الإذاعة الإسرائيلية المحلية في منطقة تل أبيب أول أمس (الجمعة)، أنه في حال رأت إسرائيل أنها تحتاج إلى العمل في الجانب الآخر من منطقة الحدود مع لبنان من أجل إحباط تهديد الأنفاق، فإنها ستعمل فيه.
في سياق متصل قال وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينت [رئيس حزب "البيت اليهودي"]، في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أول أمس، إن إسرائيل لم تعد تفرّق بين لبنان الدولة وحزب الله المنظمة، وأكد أن الحرب المقبلة مع حزب الله ستكون حرباً مع لبنان.
وكتب بينت: "حزب الله = لبنان، ولن نقبل بعد التوجه القائل إن حزب الله منظمة مستقلة ومنفصلة عن الدولة اللبنانية كما فعلنا في حرب لبنان الثانية. في حال أُطلقت قذائف من لبنان نحو إسرائيل، سنُعدّ ذلك عملاً حربياً من الدولة اللبنانية السيادية ضد دولة إسرائيل، بكل ما يحمل ذلك من معنى. إن من يدّعي أنه حامي لبنان قد يتحول إلى مدمرها".
هآرتس
هل يريد حزب الله حقاً مهاجمتنا؟
ياغيل ليفي - أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة المفتوحة في إسرائيل
عملية "درع شمالي"، كما هو متوقع، ترافقت مع الكشف عن نوايا حزب الله الهجومية ضد إسرائيل، وطغيان السؤال الأساسي: كيف نزيل تهديد صواريخ حزب الله الدقيقة. هناك سؤالان لا يجري طرحهما، والجمهور لا يطالب بتوضيح: على ماذا يدور الصراع الإسرائيلي - اللبناني الذي يتعين على إسرائيل أن تستعد، تحت غطائه، ضد حزب الله؟ وكيف يمكن الحؤول دون انفجاره؟
يدل تاريخ الصراع الإسرائيلي - العربي بصورة عامة على أن الجانب العربي لا يقوم بعملية ضد إسرائيل من دون سبب وجيه من وجهة نظره، ومن دون أن يكون للعملية هدف واضح. تنطبق هذه القاعدة على حزب الله تحت القيادة البراغماتية لحسن نصر الله. لكن فكرة وجود عرب يريدون تدمير إسرائيل هي فكرة متجذرة، وتُعتبر نقطة انطلاق لا جدال فيها، بحيث أن الجمهور لا يسأل، ومتخذي القرارات لا يتكبدون عناء إخباره، ما هو مصدر العداء الإسرائيلي - اللبناني.
ليس فقط أنه ليس مطلوباً فهم دوافع حزب الله لمهاجمة إسرائيل، بل يكفي أن يجري تصوير الحزب كفرع من إيران. وإذا اعتقدنا أن هناك مصلحة لإيران في تسخين المنطقة، نستنتج أن حزب الله يمكن أن يهاجم، كي يخدم من يقدم له الرعاية.
نحن نتعامل مع حزب الله مثلما تعاملت الدعاية العربية والسوفياتية في الماضي مع إسرائيل بصورة مبالَغ فيها - بصفتها الذراع التنفيذية للولايات المتحدة. لم يكن صعباً أن نرى الشرر يتطاير من عيني شخصيتين أمنيتين جرت استضافتهما في أحد الأستديوهات، عندما بُث شريط يعود إلى 30 عاماً على الأقل، تحدث فيه نصر الله عن رؤية تحويل لبنان إلى جزء من الجمهورية الإسلامية بزعامة إيران.
وفعلاً، تشويه هذه الرؤية مرتبط بتجاهل التغير السياسي الكبير الذي طرأ من خلال انتقال حزب الله من تنظيم ميليشيا ومقاوم للوجود الإسرائيلي في جنوب لبنان، إلى حزب سياسي مهم، لديه ذراع عسكرية. وبصفته كذلك حزب الله هو شريك في المسؤولية السياسية حيال جميع مواطني لبنان. لذا ضئيل جداً احتمال مبادرته إلى شن عملية هجومية ضد إسرائيل، التي وضع رئيس أركانها عقيدة استخدام القوة المفرطة ضد أي حي مدني تُطلق منه الصواريخ في اتجاه إسرائيل - الأمر الذي سيلحق دماراً هائلاً بلبنان آخذ في إعادة الإعمار. يجب أن نتذكر أيضاً، أن نصر الله قال سابقاً إنه لم يتنبأ بصورة صحيحة برد إسرائيل على خطف الجنود، الأمر الذي أدى إلى حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006].
من هنا، العد العكسي لنشوب حرب لبنان الثالثة يصوّر وكأنه أمر حتمي. لقد ذكرت تقارير نشرت في "هآرتس" سابقاً، أنه جرت اتصالات مع لبنان لحل خلافات قبل نشوب حرب لبنان الثانية، لكن المستوى السياسي في إسرائيل امتنع من استغلال هذه الفرص. في السنوات الأخيرة امتد الخلاف أيضاً ليشمل مسألة الحدود البحرية التي يحق للدولة التنقيب عن الغاز فيها، لكن القيادة السياسية لا تُطالب بإعلام الجمهور بما تفعله للحؤول دون وقوع الحرب.
في هذه الظروف، لم يبقَ سوى ارتكاب فشل إضافي، يميز السياسة العسكرية في إسرائيل: تحقيق تهديد لإزالته. أي مهاجمة لبنان (أو دفع حزب الله إلى مهاجمتنا)، لإزالة تهديد الصواريخ، الذي ليس مؤكداً أنه سيتحقق في يوم ما، وتعريض كل سكان إسرائيل لهجوم صاروخي.
يسرائيل هَيوم
يجب ألاّ نكون ألعوبة في يد حزب الله
إيال زيسر - نائب رئيس جامعة تل أبيب
تدمير أنفاق حزب الله الإرهابية الذي بدأته إسرائيل في الأسبوع الماضي، هو دليل إضافي على التفوق التكنولوجي والاستخباراتي للجيش الإسرائيلي الذي لا يخفى عن أنظاره أي شيء يجري في لبنان. وما حدث هو أيضاً ضربة تلقاها حزب الله، ليس فقط لأنه فُوجىء وأُحرج، بل أيضاً، وبالأساس، لأن الأنفاق كان من المفروض أن تكون "سلاح يوم القيامة"، وبواسطته كان الحزب ينوي تحقيق الحسم في المعركة.
كما في الماضي، الانتصار في الجولة المقبلة سيكون قبل كل شيء انتصاراً في مجال على الوعي، من ينجح في تقديم صورة انتصار وتقويض معنويات الطرف الثاني، يتوَّج كمنتصر وينجح في فرض وقف إطلاق النار بشروط مريحة بالنسبة إليه. أمِل حزب الله بأن تشكل السيطرة المفاجئة من خلال الأنفاق على موقع عسكري أو مستوطنة، ورقة رابحة. ولقد حرمت إسرائيل الحزب هذه الورقة.
ولأن المواجهة في جزئها الأكبر هي تحديداً على الوعي، من المؤسف أن نكتشف أنه في هذا المجال، على خلاف مطلق مع المجال التكنولوجي والاستخباراتي، لم تلعب إسرائيل اللعبة بصورة جيدة. وبدلاً من إظهار قوة وإصرار وإطلاق تهديدات في اتجاه حزب الله الذي انتهك سيادتها بصلف، اختارت إسرائيل تعظيم صورتها في نظر الجمهور الإسرائيلي كمهدَّدة وخائفة، وبذلك كانت ألعوبة في يد حزب الله. ويا للأسف.
تجري العملية الهندسية التي يقوم بها الجيش كلها داخل الأراضي التابعة للسيادة الإسرائيلية. ليس المطلوب أن تكون خبيراً كي تقدّر أن حزب الله في مثل هذه الظروف سيمتنع عن القيام بأي رد، وسيحرص على عدم تجاوز خط الحدود، كما حرص على ذلك منذ حرب لبنان الثانية. مع ذلك، التقارير المنشورة في وسائل الإعلام أشاعت خوفاً ورعباً من رد محتمل من حزب الله، وزرعت في الجمهور خوفاً من حرب على الأبواب. وبذلك، بدلاً من أن يشعر الحزب بأنه مهدَّد لأنه انتهك سيادة إسرائيل، تحولت هذه الأخيرة إلى موقع دفاعي.
من أثبت قدراته هو تحديداً الجيش الإسرائيلي، بينما ظهر حزب الله كتنظيم "مخترق" ومكشوف وفي الأساس مهدد ومرتدع. وبدلاً من أن يلعق الحزب جراحه، أعطيناه نقاط تفوّق في الصراع على الوعي.
في الحقيقة، حزب الله هو عدو يمكن أن يكون هجومه على إسرائيل مؤلماً ويجب التعامل معه بجدية. وليس عبثاً أن حزب الله هو المرتدع والخائف من إسرائيل، وزعيمه حسن نصر الله لا يتجرأ على الظهور علناً منذ أكثر من عشر سنوات.
في إمكان الحزب أن يحاول إدخال عشرات من عناصره إلى أرض إسرائيل، وحتى السيطرة على مستوطنة أو عدد من المنازل؛ وهو قادر على إمطار إسرائيل بالصواريخ. لكن إسرائيل، إذا أرادت وكان حازمة كفاية، قادرة على احتلال لبنان كله وألاّ تُبقي فيه حجراً على حجر. كل ولد في لبنان يعرف ذلك؛ من هنا الخوف في لبنان، وأيضاً داخل تنظيم حزب الله، من حرب إضافية، خوف لا يعرفه كثيرون في إسرائيل.
هذ الأمر مهم، لأن التحدي في مواجهة حزب الله ما يزال أمامنا. منذ وقت ليس بعيداً كشف رئيس الحكومة نتنياهو أن حزب الله يريد أن يقيم في وسط بيروت مصانع لتطوير دقة الصواريخ التي لديه. وأوضح أن بدء العمل في هذه المصانع بالنسبة إلى إسرائيل هو خط أحمر لا يمكن تجاوزه. لكن في حالة كهذه عمليات خرق وحفر في أرض إسرائيل ليست كافية، ومن الواضح أننا سنكون بحاجة إلى عملية عسكرية يمكن أن تجر المنطقة إلى جولة عنف لم نشهد مثلها منذ صيف 2006.
قبل جولة عنف كهذه - على أمل بأن يرتدع حزب الله وألاّ تكون هناك حاجة إليها - نحن بحاجة إلى حصانة جماهيرية، وفي الأساس إلى رأي عام واعٍ ويقظ، وليس إلى رأي عام يعيش خوفاً دائماً. هذا هو السر الذي سيؤدي إلى الحسم وتقصير أمد المواجهة المقبلة. في اللحظة التي يقتنع فيها حزب الله أن جهوده لترهيب الرأي العام في إسرائيل كي يضغط على الحكومة لتتنازل، لم تفلح، يتحقق الحسم.