هناك الكثير والكثير من المباني في لبنان التي يمكن تصنفيها على أنها مبانٍ تراثية، والأهم من ذلك أن بيروت هي تراث بمجملها، ويجب فعل شيء ما من أجل إنقاذها من الإهمال والخراب، وعلى الحكومة اللبنانية - سواء أكانت معنية بالحفاظ على الثقافة الوطنية أم لا- أن تكون قادرة على وضع يدها على المباني التراثية، وأن تعيد بناءها أو ترميمها، بدلاً من أن تبقى كل تلك المباني التراثية الرائعة كالأطلال في وسط المدينة.
كان ذلك نص رسالة بعثت بها إلى المعنيين في لبنان، وأعتقد أن هواجسي تلك يشاركني فيها كثير من اللبنانيين وغير اللبنانيين ممن يستذكرون بأسى ماضي لبنان وبيروت تحديداً عندما كان "سويسرا الشرق" بمبانيه وتراثه وانفتاحه الثقافي والحضاري على العالم، ويرون ما آل إليه حال هذا البلد الآن من تدهور على جميع الأصعدة تقريباً، ومن بينها إهمال واختفاء كثير من مبانيه التراثية.
تفقد مدينة بيروت جمال أبنيتها التراثية والقديمة تدريجاً، مثل أوتيل كارلتون الذي هدم في العام 2008، لكن خسارة الأبنية لا تقتصر على هدمها بل تشمل التعدي عليها أو ترميمها عشوائياً، فالبيت الأصفر في منطقة السوديكو مثلاً، ورغم قيمته التاريخية والمعمارية، فقد كثيراً من قيمته بعد هدم المباني المحيطة به وبناء الأبراج حوله، وهذا ما ينطبق على بيت فيروز وبيت داهش في زقاق البلاط أيضاً، وقصر تقي الدين الصلح قبالة مبنى سبيرز، والقائمة تطول.
لقد كان عدد المباني التراثية في بيروت وفقاً للإحصائيات الرسمية 1016 مبنىً، لكن بعد عامين، وبقدرة قادر، جرى إسقاط صفة "تراثي" عن نحو نصف هذا العدد، وصولاً للعام 1998 حيث جرى تصنيف 209 مبانٍ فقط كمبانٍ تراثية ينبغي حمايتها، وفي العام 2007 تقدمت الحكومة اللبنانية بمشروع قانون لحماية المنازل القديمة والتراثية في لبنان، لكن لم يُسمع عنه شيء بعد ذلك!.
أكرم مكناس