أما نسبة الشيعة اللبنانيين الذين يعربون عن نظرة "إيجابية جدًّا" إزاء الحزب اليوم، ففيما تبقى مرتفعة بمعدّل 77 في المئة، انخفضت نوعًا ما بعد أن كانت 83 في المئة في الاستطلاع السابق الذي أُجري تحديدًا منذ سنة.
وبحسب المعهد، فإن "ما يثير الدهشة أكثر بعد، هو أن أغلبيةً صغيرةً -تبلغ 53 مقابل 47 في المئة- من عامة الشعب اللبناني بمجمله (الشيعة والسنّة والمسيحيين بالإضافة إلى الأقلية الدرزية الصغيرة) تحتفظ الآن في الحقيقة بوجهة نظر غير مؤاتية إزاء حزب الله. وتستمر الآراء السنّية المتشابهة تقريبًا من ناحية سلبيتها في عدم إظهار أي علامة تليين. ويقف المسيحيون اللبنانيون في الوسط كما اعتادوا في العقد الأخير؛ فتنقسم مواقفهم تجاه حزب الله بين إيجابية وسلبية".
وفي سياق قريب، قال المعهد إنه "عند طلب اختيار الأولوية الأهم بالنسبة إلى سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، تتجمّع الآراء إلى درجةٍ ما ضمن خطوطٍ مذهبية. فيختار حوالي 30 في المئة من كل طائفة مكافحة الإرهاب الجهادي على أنها سياستهم الأمريكية المفضّلة.
لكن في ما يخص احتواء إيران، تتشعّب الآراء بشكلٍ صارخ: فبين السنّة، يختار 45 في المئة إيران على أنها الأولوية الأمريكية الفضلى، لكن بين الشيعة، يبلغ هذا الرقم صفر بالتحديد، ولا يتعدّى 12 في المئة بين المسيحيين. وفي المقابل، لا يضع إلا 9 في المئة من السنة حل المشكلة الفلسطينية على أعلى هذه اللائحة، مقارنةً بحوالي ربع كلٍ من الشيعة والمسيحيين. وتريد النسبة ذاتها من كلا الشيعة والمسيحيين من الولايات المتحدة ببساطة "أن تخفف تدخلها في المنطقة"، لكن لا يقول إلا 10 في المئة من السنّة الأمر نفسه".
وحول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جاء في الاستطلاع أن 85 بالمئة من شيعة لبنان يؤيدونه، فيما لا يؤيده أكثر من 13 بالمئة من السنة، و41 بالمئة من المسيحيين.
وحول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جاء في الاستطلاع أن نسبة السنة المؤيدين له في لبنان بلغت الثلثين، فيما لم تتعد نسبة تأييده بين الشيعة سبعة بالمئة.
ولفت المعهد إلى أن هذه الأرقام هي حصيلة دراسة استقصائية أجرتها وجهًا لوجه شركة تجارية إقليمية على عيّنة وطنية تمثّل 1000 لبناني خضع للاستجابة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018. واتّبعت عملية اختيار العيّنة تقنيات العينات العشوائية الجغرافية المعيارية، من دون إضافة أي ملاحظات إلى البيانات الناتجة، بحسب معهد واشنطن.