وردَ في "المدن": تسعى شركة فيسبوك، ضمن سياستها الجديدة لتحسين المحتوى، إلى الحد من ظاهرة سوء استخدام بعض الناشطين لمواقع التواصل الإجتماعي، وتحديداً فيسبوك، كوسيلة يُفترض أن يُعبّروا من خلالها عن أفكارهم أو هواجسهم. وتعمل الشركة على ضبط الاستخدام السلبي للشبكة، والحد من المواد العنفية، التي تُثير الغرائز أو تحض على الكراهية. وهدف فيسبوك، ليس فقط الضبط والرقابة بل المبادرة لتصويب الأداء السيء لمئات آلاف الأشخاص، وتحفيزهم على استخدام منصّتهم بشكل يخدم الفرد والمجتمع، ويحدث تغييراً إيجابياً في بلادهم.
أقدمت شركة فيسبوك على تنفيذ برنامج عالمي تنافسي تحت عنوان: Facebook Community Leaders Program، روّجت له عبر رسائل نصية وصلت إلى المستخدمين. واختارت بعد ذلك مئة شخص من أنحاء العالم بارزين في عملهم الإيجابي داخل مجتمعاتهم المحلية، بهدف دعمهم لنقل تجاربهم الناجحة، أكان ذلك في بيئتهم أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي.
واختارت
فيسبوك إبنة بلدة جاج الجبلية، المديرة التنفيذية لجمعية Teach For Lebanon "التعليم لأجل
لبنان"، سالين السمراني، من بين ستة آلاف طلب من العالم. وكانت واحدة من أربعة أشخاص من الوطن العربي، والوحيدة من
لبنان، الذين استدعوا للمشاركة في برنامج
فيسبوك العالمي، وهم
نرمين أبو سالم (
مصر) بمشروعها "أمهات عازبات"،
رامي الجبالي (
مصر) بمشروع "الأطفال المفقودون"، و
منال رستم (الإمارات) بمشروعها "دفاعاً عن المحجبات".
لماذا السمراني تحديداً ومن لبنان؟ وهل جاء ترشيح مشروعها نتيجة أهميته وحاجة شبابنا إلى أمثاله؟
في حديثها إلى "المدن"، تقول السمراني: "من حيث لا أدري، وجدت نفسي بين مئة شخص من الذين تمّ اختيارهم، ولم أكن أتوقع قبول طلبي الذي قدمته Online ولم يكن قد تخطى بعد عدد الطلبات أربعة آلاف". وتضيف: "بناء على طلب المنظمين أرفقت مع الطلب فيلماً وثائقياً تضمن نبذة عن مسيرتي الذاتية والمهنية وعملي في الجمعية. بعدها، استُدعيت في تشرين الأول المنصرم، كما المشاركين الآخرين، إلى المركز الرئيسي لـ"فيسبوك" في سان فرنسيسكو حيث تعرّفنا إلى فريق منظمي البرنامج وخبراء للإفادة من تجاربهم والعمل على تنفيذ مشاريعنا بشكل صحيح ومجدٍ".
وتجيب السمراني رداً على سؤال عن سبب اختيارها؟ "لأنني اقترحت استخدام فيسبوك كوسيلة تبادل للعلم والثقافة والخبرات التعليمية والعلميّة". وأضافت: "أطلقت على مشروعي اسم "علّم للبنان"، وقد يترجم شعار هذا العمل عبر استحداث شبكة تواصل بين أساتذة Teach For Lebanon على فيسبوك وزملاء لهم من مدارس رسمية أو مجانية يعرضون من خلالها كل ما يقدمونه من أبحاث جديدة وطرق تعليمية متطوّرة وغيرها".
وقد نوّه فيسبوك بالمرّبية، المعلّمة والمدرّبة سالين السمراني، التي تمكّنت بفضل أدائها من تأمين تمويل من البرنامج قدره 50 ألف دولار لإنجاز مشروعها الذي "يخدم الجمعية والتعليم في لبنان".