تثير عملية "درع الشمال" التي أطلقتها "إسرائيل" على الحدود مع "لبنان"، قلق "روسيا" التي تخشى من أن تؤدي إلى مواجهة بين "حزب الله" و "إسرائيل"، الأمر الذي سينعكس دون أدنى شك على الوضع في "سوريا".
مقابل ذلك، تحاول "روسيا" الدفع باتجاه التعجيل بالتسوية السياسية في "سوريا"، بالنظر إلى الكلفة الباهظة التي تتكبدها نتيجة انخراطها المباشر في الصراع الدائر في هذا البلد منذ العام 2015، وهي لا زالت تجد صعوبة في تحقيق خرق في ظل تباعد وجهات النظر بينها وبين "الولايات المتحدة".
وبحسب ما نقلته صحيفة "العرب اللندنية"، تخشى روسيا من أن اندلاع أي مواجهة بين "حزب الله" و "إسرائيل" في "لبنان" قد يطيح بكل إنجازاتها في "سوريا"، ويعيد خلط الأوراق مجددًا وربما يفتح الباب أمام صراع إقليمي واسع لا تعرف نهاياته.
في السياق ذاته، أبدى المسؤولون الإسرائيليون في تصريحاتهم حرصًا على حصر عملية "درع الشمال" في الكشف عن أنفاق شيّدها "حزب الله" جنوب لبنان، دون أي رغبة في تصعيد الموقف على هذا الجانب.
من جهتها، تقول أوساط سياسية متابعة إنه رغم أن كلا الطرفين لا يبدوان على استعداد لخوض مغامرة عسكرية، بيد أنه لا يمكن ضمان مسار الأمور، خاصة وأن "إسرائيل" تلوّح بأن تمتد العملية إلى داخل "لبنان" إن اقتضى الأمر ذلك، وهناك هامش كبير لوقوع الخطأ.
بدوره، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن حملة "درع الشمال"، لا تزال في مراحلها الأولى، وقال عبر صفحته الشخصية "فيسبوك": "العملية لا تزال في مراحلها الأولى، ويجب التحلّي برباطة الجأش وبالصبر… وسنواصل العمل حتى إتمام العملية".
من ناحيتها، أعربت واشنطن منذ بدء العملية عن تأييدها، في مقابل ذلك أظهرت موسكو قلقًا من تلك العملية، حيث قالت المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بعد يوم واحد من انطلاق عملية درع الشمال، "إن موسكو تأمل بألاّ تنتهك إسرائيل القرارات الدولية أثناء عمليتها العسكرية عند الحدود مع لبنان".
هذا القلق الروسي دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الإتصال السبت بالرئيس "فلاديمير بوتين"، وعقب المحادثة أصدر الكرملين بيانًا أكد فيه أن "نتنياهو أطلع بوتين على العملية، وأن الأخير شدد على أهمية ضمان استقرار المنطقة".
وقال بيان صادر عن مكتب "نتنياهو": "إن رئيس الوزراء أكد مجددًا في اتصاله الهاتفي مع بوتين سياسة إسرائيل التي تهدف إلى منع تغلغل إيران في سوريا والعمل ضد عدوان إيران وحزب الله".