تتفاعل يوماً بعد يوم قضية اكتشاف العدو الإسرائيلي لمجموعة من الأنفاق على الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة ويستمر العدو في التصعيد والتهديد ضد لبنان سياسياً وعسكرياً وتعكف المؤسسات السياسية والأمنية في الكيان الإسرائيلي على دراسة تقدير الموقف للتعامل مع هذه القضية، وفيما لم يصدر عن حزب الله أي تعليق حول القضية بقي الموقف الرسمي مبهماً إلى حد كبير بل بقي الموقف اللبناني الرسمي دون مستوى القضية لجهة التهديدات المتزايدة وكأن الطبقة السياسية بأحزابها ونوابها وزعمائها خارج الحدث السياسي وكل الأولويات الداخلية هي حول الوزير الذي سينقذ البلاد بمفهومهم للسلطة القائمة على المحاصصة والطائفية والحزبية.
حزب الله وهو المعني الأول بهذا الأمر ما يزال يؤثر الصمت كسياسة يتبعها مع العدو منذ سنوات طويلة في الأحداث المشابهة لكنه من جانب آخر ومن خلال المؤيدين والمناصرين والمحازبين اكتفى بإطلاق النكات على التواصل الإجتماعي دون أي إحساس أو مراعاة لما يمكن أن يحصل على صعيد الرد الإسرائيلي من جهة ودون أي اكتراث بما أُعلن عن مدى الإختراق الأمني الذي أدى إلى كشف هذه الأنفاق.
إن اكتشاف هذه الأنفاق وبعيداً عن إطلاق النكات ولغة الإستهزاء التي رافقت هذه القضية وبعيداً عن لغة الإنتصارات التي يحاول الحزب تسويقها في البيئة الحزبية فإن ثمة قضية لا تقل أهمية عما حصل وهي قضية الإختراق الأمني وبهذا المستوى الذي حاول الحزب وما يزال صرف الأنظار عنها .
إن اختراقاً أمنياً من هذا النوع يؤدي إلى كشف منظومة بهذه الأهمية من السرية الأمنية والعسكرية هو أمر يجب التوقف عنده بعيداً عن الإستغراق في لغة الشتيمة والانتصارات وإطلاق النكات لأن الحزب بات مهدداً من الداخل من جهة ولأن وطناً طويلاً عريضاً قد يكون عرضة لحرب لا أحد يعلم كيف ستبدأ وكيف سنتنهي في بلد لا يملك من مقومات الصمود أي شيء على الإطلاق.
إن الحرب أي حرب مسؤولية ومسؤولية كبيرة جداً يقابلها أيضاً مسؤولية الحفاظ على الوطن وأبنائه وشعبه، وأما تصوير ما يحصل بمنظار السخافة والتوهين والتهكم فلا يعني سوى عدم المسؤولية من خلال أخذ لبنان كله إلى معركة لا أحد يريدها إلا إيران وحلفاءها في المنطقة.
هذا فضلاً عن المستوى الذي وصلت إليه حالات الإختراق الأمني للحزب والتي وصلت إلى حد يهدد الحزب ببنيته كلها الأمنية والعسكرية.
الأنفاق هذه القصة المستجدة ليست لعبة وبالتأكيد سيكون هناك ارتدادات واسعة لما حصل ويحصل.