رأى العلامة السيد علي فضل الله ، في خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين، في حارة حريك، ان لبنان تجاوز الأسبوع الماضي قطوعاً أمنياً، وإن كانت مفاعيله السياسية وتداعياته لمّا تنته بعد، فقد ساهم ما جرى في زيادة منسوب التوتر في الساحة السياسية، وزيادة الشرخ بين قوى سياسية كانت منقسمة بالأساس، وتنامي الهواجس والمخاوف والتساؤلات حول خلفية ما جرى، والأهداف التي كان البعض يصبو إليها.
واكّد السيد فضل الله، ان بعيداً عن أسباب ما جرى، ومدى خضوعه للشّكليات التي ينبغي أن تراعى عند أي إجراء قضائي، فقد كنّا نأمل أن يكون القرار مدروساً وأكثر حفظاً للقوى الأمنيّة وللقضاء اللبنانيّ، فمثل هذا القرار لا يؤخذ ببعده الأمنيّ والقضائيّ، بل بالنظر إلى تداعياته على الواقع السياسي. داعيا الى ضرورة الالتزام بخطاب سياسيّ هادئ لا يستثير الغرائز والانفعالات، ولا يؤدي إلى فتنة حذّرنا منها قبل هذه الحادثة المؤسفة، منعاً لحصولها، ونحذر منها بعد هذه الحادثة منعاً لتكرارها، فالبلد متوتر أصلاً، ولا يحتاج إلى المتوترين، بل إلى العقلانيين الذي يتحدثون عما يعانيه البلد، بأسلوب يصل إلى العقل ولا ينزل إلى الشارع.