علمت «الجمهورية» انّ الساعات المنصرمة شهدت حركة مكثفة حول الملف الحكومي، توزّعت خلالها المشاورات بين بعبدا وعين التنية و«بيت الوسط».
وفيما لوحظ انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري ينتظر ما ستؤول إليه هذه المشاورات، برزت مواقف لافتة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون عكست وجود ضيق شديد لديه من تأخير تأليف الحكومة. ونقل زواره عنه قوله «انّ الوضع لم يعد يتحمل، ولا يمكن البقاء على هذا المنوال»، وأكد انه لن يستمر في الانتظار طويلاً.
ولمس زوّار عون عتباً لديه على الرئيس المكلّف سعد الحريري لأنه لم يُبد موقفاً نهائياً من اقتراحات حلول عُرِضت عليه لإطلاق العجلة الحكومية، ومن بينها اقتراح تشكيل حكومة من 32 وزيراً، الذي يشكّل أكثر من غيره حلاً للعقدة التي تعوق التأليف.
ونقل زوار عون عنه قوله «انّ الوضع شديد السوء، ولا يقبل أن تتأخر المعالجة»، مؤكداً انه لا يستطيع تحّمل وزر هذا الوضع وهذه الأزمة، وأنه يريد تأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن.
وأضاف هؤلاء الزوار انّ عون يحرص على تحقيق اختراق في جدار التأليف خلال الايام القليلة المقبلة، مُبدياً عدم رضىاه على سفر الحريري الى فرنسا في 9 الجاري، ومفضّلاً له البقاء في لبنان للتركيز بكل الطاقات على توليد الحكومة، وسائلاً كيف يمكن للرئيس المكلف ان يسافر بلا حكومة؟
وأكد عون امام زواره ايضاً أنه في حال استمر هذا الوضع على ما هو عليه، فإنه سينزل الى مجلس النواب ويوجّه إليه رسالة تفتح الباب امام إجراء استشارات جديدة للتكليف، الأمر الذي فَسّرته مصادر مطلعة على انه رَفع مفاجىء لصوت رئيس الجمهورية من أجل تشكيل الحكومة تجاه الرئيس المكلف.
وكشفت مصادر مواكبة لهذه التطورات انّ عون مؤيّد اقتراح ان تكون الحكومة مكوّنة من 32 وزيراً، وهو ينتظر من الرئيس المكلف جواباً نهائياً عليه، كان ينبغي أن يتبلور من خلال زيارة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل لـ«بيت الوسط» مساء أمس.