"حرب الجسد" الديوان السابع للطبيب هادي مراد وهو صادرٌ عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر. ينتفض الشاعر في الحرب على المحظورات الإجتماعية والإيديولجية ويصوب في قصائده أبعادًا جديدةً تثور على الموروثات القديمة ويبيحُ ما حرّمتهُ العادات ويناهضُ التاريخ الشعري لجسد المرأة والغزل الإباحي الذي ابتدى مع إبن ربيعة وأبي نواس ولم ينتهِ بالأخطل الصغير.
حرب الجسد ديوانٌ شاهقٌ وحارّ موزّعٌ على ستّ جبهات تشيّدُ المحاور الأساسية للحرب. وحيثُ يحارب الشاعر الطبيب في ميدانه ينتقلُ من جبهة الماضي متعبًا من خسائرِه السابقة ومُسلّحًا بالنزوات التي تجبرُهُ على الدخول في جبهة الشهوة حيثُ يرى نفسَهُ يوسفَ الإنسان وليس يوسف النبي. وبعد، يخوضُ الشاعر غمار المقاومة في الجبهة الثالثة -جبهة العصيان- حيثُ يعجزُ عن إصابةِ غرائزهِ في المكان الصائب لذلك نراه يعودُ بعدها إلى جبهةِ العفة حيثُ عرفَ أن جوهر الجسد في عفّته وصبوتهِ وصفائه. يصابُ الشاعر أحيانًا بمشاعر الذّهان وسط صفحات المعركة فنراهُ يفرُّ شيئًا ويقتربُ شيئًا ويبتعدُ على سجيته وهكذا خصّص جبهة الهرب مفتاحًا له وجوكرًا خاصًا ليخلصه من حربه مع المرأة قبل فوات الأوان. يعود الشاعر منتصرًا في آخر جبهات الحرب هناك حيثُ نصّب جبهةَ المستحيل بعد أن أنهكه السفر في مقارعة الجسدين ودمجهما في أسطورةٍ واحدة ضمن هدنةٍ يقولُ في صكّ ميثاقها: "لا رابحٌ بيني وبينكِ في الجسد".
يوقع الدكتور هادي مراد كتابه في معرض بيروت الدولي للكتاب هذا السبت ٨ كانون الأول ٢٠١٨ في جناح شركة المطبوعات للتوزيع والنشر من السابعة وحتى العاشرة مساءً يتخلل ذلك أمسية شعرية بمشاركة الإعلامية جويل الحاج موسى.
أبرز التعليقات على حرب الجسد تواردت من الشاعر الدكتور محمد علي شمس الدين، الشاعر العربي أحمد بخيت، نقيب الفنانين المحترفين جهاد الأطرش، الشيخ أحمد حويلي، الشاعر حبيب يونس والأديب الأستاذ أحمد رمضان.
مبارك للشاعر وكل حرب وأنتم بخير.