"سقط الدم، وليتفاوضوا مع السيد حسن"... كلمة قالها رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب ليلة سقوط مرافقه محمد أبو دياب خلال "غارة" فرع المعلومات على الجاهلية يوم السبت الماضي.
كلمةً لبست حّلتها السياسية، بالرغم من حُرمة الموت، وتباهت بطريقةٍ أو بأخرى بشعار "انقلاب السحر على الساحر".
فأن يضع وهاب كرة التفاوض على دم أبو دياب في ملعب أمين عام حزب الله، مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، فهذا يعني الكثير على المستوى السياسي، وله أن يقلب الموازين الحكومية ربّما، على اعتبار أن الصراع الحكومي اليوم عالق بين هذَين الطرفين عند عثرة توزير سُنة 8 آذار.
فهل يستثمر حزب الله أحداث الجاهلية في البورصة الحكومية؟
يرفض قيادي في حزب الله هذه النظرية، ويؤكد أن حزب الله لا يربط بين الموضوعَين، فهو، أي حزب الله "ينظر لما حصل بالجاهلية على أنه عملية استقواء بالسياسة عبر الأمن خارجة عن السياق الحكومي، كونها ناتجة عن تصفية حسابات بين وهاب والحريري على خلفية قضية علاء خواجة".
ويوضّح القيادي في حديثه لموقع "السياسة" أن "لا الحريري ولا حزب الله يحاولان فرض أمر واقع حكومي، وحزب الله لا زال يعتبر أن حل مشكلة توزير سني من 8 آذار بحاجة لترفّع الحريري عن مطالبه، بالجلوس مع النواب الستّة ومحاولة إيجاد مخارج حلول وإياهم".
لا ينكر القيادي في حزب الله إمكانية استثمار أحداث الجاهلية في تسريع تشكيل الحكومة بطريقة غير مباشرة، أي النظر إلى الأحداث الأمنية المتوترة كجرس إنذار، يمكن أن تتنبّه له الدول الخارجية وتضغط على السياسيين في اتجاه تسريع التأليف.
فلا تقاطعات، بين الموضوعين، بحسب القيادي في حزب الله، والأخير لم يفتعل هذا الإشكال، ولو أراد أن يستثمر في هذه الأحداث لفعل وعدّل بمسار الحكومة "لكن جاء من سخّر الأمن خدمةً للسياسة انتقاماً، فانقلب السحر على الساحر، وبدلاً من ليّ ذراع وهاب، فتحوا له من حيث لا يدرون باب الهجاء على مصراعيه".
وفي المقابل توقّف مصدر سياسي عند مشهدية تقديم تعازي السُنيَين الأكثر حظوظاً للتوزير، النائبين عبد الرحيم مراد وفيصل كرامي، في الجاهلية.
ويرى في هذه التعزية "الإنفرادية" أي تقديمهما واجب العزاء كلٌ على حدى، وشْياً بأن هناك خلافاً ما خفياً بين الرجلين على أحقية التوزير، التي باتت أكثر قرباً للواقع مع نظرية "الـ32 وزير" التي أطلقها وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل من عين التينة.