هل تراجع ماكرون ليلتقط أنفاسه أم لأنه لم يعد قادرا على ضبط الأمور؟
هذا المعطى الجديد تعاملت معه صحف اليوم بحذر. "الحكومة تخلت عن كل شيء، لكن هذا الكل ليس كافيا" كتبت "ليبراسيون" في افتتاحيتها. كاتب المقال "لوران جوفران" اعتبر أن هذه "التنازلات كانت كافية لوقف الاحتجاجات قبل عشرة أيام" لكن "إرادة المضي قدما بتحركهم باتت تغري المتظاهرين" بعد أن "خبروا" يقول "جوفران"، "نشوة العمل الجماعي والتضامن والفخر بدورهم السياسي" ما جعل فرنسا قابلة للاستسلام لإغراء التمرد" خلصت "ليبراسيون" التي خصصت مقالا لسرد مجريات "اليوم الذي اهتزت فيه الماكرونية". "غيوم تابار" تساءل في صحيفة "لوفيغارو" "هل تراجع ماكرون ليلتقط أنفاسه أم لأنه لم يعد قادرا على ضبط الأمور؟"
بعض الصحف شككت بمقولة تراجع الحكومة
لكن بعض المعلقين شككوا بصحة مقولة التراجع. "باتريك آبيل-مولر"، الكاتب في صحيفة "لومانيتيه" اعتبر أن "الحكومة سارعت بسحب يدها ما أن مدتها للحوار" ذلك أنها "لم تلغ زيادة الضريبة على المحروقات بل علقتها لمدة ستة أشهر وكذلك الأمر بالنسبة لتجميد أسعار الكهرباء والغاز" كما أشارت "لومانيتيه" التي اتهمت الحكومة بأنها "ستسارع لفرض هذه الزيادات مجددا ما أن تنتهي من تنظيم الانتخابات الأوروبية".
مخاطر تحول الأزمة الى أزمة حكم
بدورها "لي زيكو" لفتت الى أن "ايمانويل ماكرون قدم تنازلاته على أمل الحفاظ على القدرة التنافسية للاقتصاد الفرنسي". كاتب المقال "دومينيك سو" أشار الى أن "الدولة تسعى لإعادة النقابات وأرباب العمل الى طاولة الحوار أي لفرض نزاع تقليدي، لكن المشكلة" تابع "سو" هي في "الأحزاب من أقصى اليمين الى أقصى اليسار التي اختارت أن تصب الزيت على النار عدا عن تسامح الرأي العام مع أعمال العنف، ما يهدد بتحول الأزمة الاجتماعية الى أزمة حكم".
كان يمكن تجنب استفحال أزمة "السترات الصفراء"
"لاكروا" أيضا انتقدت في افتتاحيتها نزعة الأحزاب لانتهاج سياسة الأسوأ فيما المطلوب هو الحوار". "لاكروا" خصصت الغلاف لرئيس نقابة CFDT "الاتحاد الديمقراطي الفرنسي للعمل"، "لوران بيرجيه"، الذي دعا في بداية الأزمة الى الحوار للتوفيق ما بين السياسات الاجتماعية والبيئية، وقد اعتبرت "لاكروا" في افتتاحيتها "أنه كان يمكن تجنب استفحال الأزمة لو أخذ بفكرته."
غياب المحاورين يكشف عمق أزمة التمثيل السياسي
"جيرار كورتوا" أشار في مقاله في "لوموند" الى أن "الحكومة لا محاورين لها بسبب عدم مصداقية الأحزاب وضعف النقابات فيما حركة السترات الصفراء متمسكة بالديمقراطية المباشرة وترفض تفويض ممثلين عنها". وقد حذر "كورتوا" من هذا المأزق وقال إنه "يكشف عمق أزمة التمثيل السياسي الذي هو في أساس الديمقراطية".
إسرائيل أطلقت عملية لتدمير أنفاق حزب الله
أزمة السترات الصفراء على أهميتها لم تغيب ملفات الشرق الأوسط. "إسرائيل أطلقت عملية لتدمير أنفاق حزب الله" كتب مراسل "لوموند" في إسرائيل "بيوتر سمولار" الذي أشار الى قلق تل أبيب من تزايد قدرات حزب الله العسكرية وأيضا الى تزامن العملية مع سعي الشرطة الإسرائيلية لتوجيه اتهامات بالرشوة لبنيامين نتنياهو. "ليبراسيون" كتبت عن "إعلان إسرائيل لتدميرها أنفاقا هجومية لحزب الله" كما عنونت.
حملات الترهيب في إدلب
ونبقى في الشرق الأوسط لنقرأ في "لاكروا" مقالا عن حملات الترهيب التي تقوم بها "هيئة تحرير الشام" التابعة لتنظيم القاعدة في إدلب السورية على خلفية اغتيال الناشطين رائد فارس وحمود الجنيد.
"جيل كيبيل" تحدث ل "ليبراسيون" عن كتابه الجديد
وفي سياق آخر خصصت "ليبراسيون" حيزا هاما لحديثها مع الباحث "جيل كيبيل" المتخصص بالحركات الإسلامية بمناسبة صدور كتابه Sortir du chaos أو "الخروج من الفوضى" الصادر عن دار "غاليمار" الفرنسية، وفيه عرض لأزمات العالم العربي الإسلامي منذ أربعين عاما.