في ظل الإنسداد الذي تشهده العلاقات الإيرانية السعودية والتي تستمر منذ 2016 بعد تعرض مبنى السفارة السعودية في طهران لإعتداء عناصر متشددة يبدو أن هناك ملامح تظهر في الأفق للإنفراج ولو أنها بطيئة.
بدأت تلك الملامح منذ نشر المقال الشهير لتركي الدخيل بعيد اختفاء الكاتب السعودي جمال خاشقجي والذي صرح فيه المغرد السعودي ان "السعودية لن تقف في موقع المتفرج أمام العقوبات الأمريكية وأن هناك خيار مفتوح وهو الاقتراب من إيران والتي لن تفضل الولايات المتحدة على جارتها المملكة العربية السعودية".
وتلقت الدبلوماسية الإيرانية تلك الإشارة ورتبت وفقها موقفها من القضية بدل الانزلاق إلى الاتجاه السائد وركوب الموجة، حاولت إيران خلال تلك الفترة ترك ما للمملكة لها قدر الإمكان بل استغلال الأزمة التي تورطت فيها السعودية لطي صفحة الماضي مع جارتها، وكان لافتاً أن المرشد الأعلى آية الله خامنئي تجنب التطرق إلى موضوع جمال خاشقجي واستغلاله بتاتاً مما يعني بأنه فسح للدبلوماسيين لتحريك المياه الراكدة للعلاقات الإيرانية السعودية، هذا وخامنئي كان يلح على مقاطعة الحج بحجة عدم توفير الأمن للزوار الإيرانيين بعد وقوع حادث منى والذي ذهب ضحيته الآلاف من الحجاج ومن بينهم 464 من الإيرانيين، ولكن المسؤولين في حكومة روحاني نجحوا في طمأنة خامنئي واقناعه بعودة الإيرانيين إلى الحج والثقة بضمانات المملكة وفعلاً كان وقع تصرفات السلطات السعودية وحسن استضافتهم لضيوف الرحمن الإيرانيين إيجابياً جداً.
إقرأ أيضًا: النائب علي مطهري يتهم الحرس الثوري بضرب الإتفاق النووي
وفي الآونة الأخيرة ركزت مراكز أكاديمية ودراسية في إيران على موضوع العلاقات الإيرانية السعودية بغية ازالة التوتر عنها في حين أن السلطات الأميركية خاصة النواب يتجهون إلى توتير العلاقات مع المملكة.
وخلال اجتماع أكاديمي في طهران قال حسن ريشوندي مدير دائرة المملكة العربية السعودية في وزارة الخارجية الإيرانية أن "توتر الأوضاع في السعودية لا يخدم مصالح إيران"، وأكد حسين صادقي سفير إيران السابق لدى المملكة أن "التعاون هو أفضل الخيارات المتاحة للعلاقات بين البلدين" وأضاف صادقي أن "على كلا الطرفين الإعتراف بمصالح الآخر والعمل المشترك على المستويات الإقتصادية والثقافية والأمنية".
وأكد السفير صادقي على ضرورة خوض الطرفين في مفاوضات صريحة وواضحة وصعبة بغية الوصول إلى نتائج مناسبة لتأمين المصالح.
ومن جهته أشار الأستاذ الجامعي دهقاني إلى أن "الأجواء المخيمة على العلاقات الإيرانية السعودية تشبه تلك التي خيمت على العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية" وأضاف دهقاني أن "المملكة السعودية وصلت الى القناعة بأنها لن تتمكن من التفرد في السيطرة على المنطقة وينبغي أن نصل نحن إيران إلى نفس القناعة".
ويرى دهقاني أن "اليمن يمكن أن تكون المفتاح لحل الأزمة بين إيران والسعودية حيث أن السعودية تبحث عن مخرج سليم لها من تلك الأزمة والحوثيون أيضاً بدورهم يريدون الإنتهاء منها وإيران لديها مقترح لمفاوضات يمنية يمنية".