أطلق العدو الإسرائيلي حملة ما يسمى بدرع الشمال، وهي عبارة عن حفريات داخل الأراضي المحتلة للبحث عن أنفاق تدّعي اسرائيل أن حزب الله حفرها عند الحدود اللبنانية للتسلل باتجاه الأراضي الفلسطينية.
كان بإمكان العدو ممارسة أعماله التنقيبية التي يدعيها، بدون كل هذه الحملة الإعلامية العالمية طالما أنها جنوب الخط الأزرق، ولا تحتاج إلى كل هذه الشوشرة، المترافقة مع الصور والفيديوهات التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية، مما يشير بأن المقصود هو الدعاية الإسرائيلية وليست الأنفاق بحد ذاتها.
يعرف العدو وكل خبير عسكري أن الأنفاق لا تُغيّر شيئاً بموازين القوى، وأنها لا تُشكل خطراً حقيقياً على كيان العدو، فتسريب عدد من المقاتلين إلى الداخل لا يعتبر عمل عسكري استراتيجي، خاصة إذا ما أخذنا بعين الإعتبار حجم النفق الذي لا يكاد يتسع لمرور أفراد كما ظهر بالفيديو المسرّب بحيث لا يمكن اعتباره ممراً استراتيجياً "للعبور" كما يحاول الحزب تصويره من خلال حملته الدعائية التي خدمت من حيث لا يدري الدعاية الصهيونية.
إقرأ أيضًا: نصرالله - أدهم خنجر: خيارات خاسرة
عودنا هذا العدو وعلى مدار عقود، بأن يظهر دائماً بمظهر المعتدى عليه، فجيشه هو جيش "الدفاع"، وكيانه مهدّد بالرمي إلى البحر، والمواطن الإسرائيلي محاط بالموت من كل جانب، وللأسف فإن "غباء" الدعاية الإعلامية العربية كانت ولا تزال تُعطيه المادة الدسمة التي تُساعده على تظهير ما يريده وتساهم معه بتقليب الرأي العام العالمي لمصلحته دائماً.
وبالعودة إلى نفق كفركلا، فقد تعمّد الإسرائيلي تسميتها "بالأنفاق الهجومية"، وبأن حزب الله يريد هو "الإعتداء" على إسرائيل، وهذا ما يجعلها بموقع الدفاع وهي التي تخترق الأجواء اللبنانية يومياً، كما سمائه وبره وهذا ما يأخذنا إلى الهدف الأساسي من إثارة موضوع الأنفاق وحملة "درع الشمال" المزعومة.
وعليه، وبعد وجود معامل الصواريخ التي أثارها نتنياهو في الأمم المتحدة منذ فترة، وهو المأزوم سياسياً بالداخل، تأتي قضية الأنفاق الهجومية، والدعاية الدولية مع الدعم الأميركي المطلق بحق إسرائيل "بالدفاع" عن نفسها لتكتمل بذلك كل عناصر الإعتداء المتوقع (أزمة سياسية داخلية - خطر وجودي داهم - دعم أميركي مطلق).
وعليه، السؤال المطروح الآن وبقوة هو، هل يريد العدو أن يدخل هو من نفق كفركلا، لتوجيه ضربة عسكرية إلى حزب الله بالداخل اللبناني بعد أن أمّن على حدوده في سوريا وانتشار جيش بشار؟؟؟