الغريب حقاً أن تبقى هذه المصالح السياسية البعيدة عن حياتنا ومصيرنا وتبقى مسيطرة علينا بأطروحاتها الفاشلة
يقول المثل: " زاد الطينة بِلَّة".. في غمرة هذه المرارة التي تختمر في قلوبنا وحياتنا ومصيرنا، في بلدٍ يتساءل شعبه ومواطنوه عن بئس المصير، وكيف يمكن لهذا البلد أن يصاب بالفشل تلو الفشل ولا يتحرَّك لفرسان الوطن أي ساكنٍ سوى جرجرة الخيبة وازدياد الطين بلة ولا يزالون يعاندون ويكابرون على المضي نحو التدهور وعدم قيام قانون يحمي هذا الشعب من دويلات الشوارع والكانتونات المحسوبة والمدعومة بلا استثناء من الخارج والمربوطة بأجندةٍ إقليمية تفعل ما تريد ولو بقي هذا البلد يعيش تحت رماد النار، كما قال أحد الحكماء: "أرى تحت الرماد وميض نارٍ.... ويوشك أن يَهبَّ لها ضرامُ..
فإن لم يطفها حكماءُ قومٍ.... يكون وقودها جثثٌ وهامُ..
فإنَّ النار من عودين تذكى... وإنَّ الحرب أولها كلام"...
إقرأ أيضًا:أزاويط السياسة اللبنانية....
لا يمكن لخطاب السيد وئام وهاب إلاَّ أن يندرج تحت معيارين، الأول : أن يكون خطابه شخصي مع الرئيس سعد الحريري، الذي أتحفنا به وأتحف الشاشات المفتوحة على كل اتجاه، وكأنه لا ينقصنا أي شيء في بلدٍ تسوده العدالة والقانون، والشعب في بحبوحةٍ من كل احتياجاته.. وهذا ما زاد في الطينة بلة وبلاء...
والمعيار الثاني: أن يكون الخطاب متوجهاً نحو ثنائيةٍ درزيةٍ على غرار الثنائية الشيعية، لحصر الزعامة الدرزية في الجبل وسحب البساط من الزعامة الجنبلاطية والتيمورية..
هذه هي السياسة في بلدنا وهذه هي المصالح التي تجنيها الزعامات اللبنانية التي ليس لها أي وظيفة أخرى سوى أن يبقى هذا الشعب مهمَّش وضائع لا يعرف أين يضع خياراته وانتماءاته وولاءاته ولا يدرك مصالحه في عالم متغير تحركه المصالح وتديره عقول تجارية رائجة للبشر والحجر لأننا لا نعرف إلا مرارة الفشل والإنهزام، هل سنبقى نعيش هذه المعايير التي خنقتنا وجعلتنا في قوقعة لا نعرف ماذا يراد منا ولا نعرف ماذا يفعل بنا وبأولادنا في المستقبل،ولا نعرف ماذا تريد هذه السياسات التي لا تتفق على أمرٍ مصيريٍ واحد؟
الغريب حقاً أن تبقى هذه المصالح السياسية البعيدة عن حياتنا ومصيرنا وتبقى مسيطرة علينا بأطروحاتها الفاشلة التي يقودها أفذاذٌ من فرسان قريش، وليس لهذه القيادات من يحاسبها على فشلها وعلى جرجة البلد في أنفاق الفتنة والخراب والدمار، ويبقى السؤال الأخير: هل حان الوقت لهذا الشعب لإعادة النظر بهذه السياسة المدمرة التي لا نعرف متى تجر علينا أسوأ الويلات، وللأقل النظر في قيادات هذا البلد الفكرية والسياسية والثقافية، ونطلب منها التنحي والترجل عن خيولها وتترك لمن يريد أن يبني دولة المحاسبة والقانون ومن دون أي تشويش من حُزِّيبٍ هنا ومحزَّبٍ من هناك، لعلنا نرى بصيص أمل ونورٍ في آخر هذا النفق المظلم والفتنة النائمة، فاللعن على من يوقظ الفتنة بين أبناء هذا البلد، وكل اللعن على من يسوقنا نحو نفق الظلام والظلمة!