استقبل الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، صباح اليوم، في مقر الأمانة العامة للتيار في قصر القنطاري، وفد "التيار الوطني الحر" برئاسة الوزير طارق الخطيب، في حضور عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار وقيادات "تيار المستقبل" في الإقليم.
الخطيب
وبعد اللقاء، قال الخطيب :"في اطار الجولات التي نقوم بها بتكليف من الوزير جبران باسيل، تشرفنا اليوم بزيارة الاخوان في "تيار المستقبل"، حاملين رسالة للتيار ولكل الاطراف الاساسية في الجبل والبلد، قوامها أن التطاول على المقامات الوطنية ليس من الادبيات السياسية للتيار الوطني الحر، واولها مقام دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذا الكلام يجمع عليه كل اللبنانيين، وبالأمس تحديداً، واثناء قيامنا بواجب التعزية سمعنا من المرجع الشيخ علي سليمان بو دياب ومن الشيخ الغريب التقدير والاحترام لمقام الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومقام دولة الرئيس سعد الحريري".
وأضاف: "بصرف النظر عن التباعد اليوم بين بعض الاطراف السياسية في البلد، والذي لا يجب ان يؤدي الى خلاف ينزل الى الشارع ويهدد السلم الاهلي، نتمنى على جميع القوى رفع منسوب الاعتدال واعمال العقل، من أجل تضييق مساحة الخلاف وتوسيع المساحة المشتركة التي يجب ان تضمنا كلنا كلبنانيين حتى ننهض بدولتنا التي تواجه مصاعب كبيرة جدا".
وتابع :"ما لمسناه اليوم، والذي يكبر القلب من الاخ الاستاذ احمد الحريري والاخوان في "تيار المستقبل"، هو تلاقٍ كبير على المساعي التي نقوم بها وعلى الرسالة التي نقلناها لهم، والحقيقة هم سبقونا في هذا الخطاب، ونحن كما قلت لهم في الداخل لم نتفاجأ بان نسمع منهم الكلام الذي سمعناه، لأننا اذا استذكرنا مواقف الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومواقف الاعتدال التي ارسى قواعدها في البلد لا نستغرب موقف الاعتدال الذي سمعناه اليوم".
وختم الخطيب بالقول :"نتمنى ان نضع خلافاتنا جانباً، ونعمل لتجنيب ساحتنا الداخلية التي مع الاسف يلعب بها كثيرون، بحيث لا نترك لهم الفرصة ان يوسعوا دائرة الفتنة ويستدرجونا لخلافات لا يمكن ان يربح فيها الوطن ولا نحن بها، هذا ما نتأمله وهذا ما سمعناه من الاستاذ احمد، وبعطيكم العافية".
أحمد الحريري
من جهته، شدد أحمد الحريري على "التسوية التي تجمع "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر" على الحفاظ على هيبة الدولة واعادة العجلة لمؤسساتها"، مؤكداً "أن "تيار المستقبل" لم يكن يوماً طرفاً في توتير الأجواء في البلد، لأن قرار الرئيس سعد الحريري كان واضحاً بحماية لبنان من الحرائق التي تعيشها دول الجوار".
وإذ اعتبر أن "أن أي تطاول على الدولة وعلى أجهزتها الشرعية هو جريمة وعصيان"، أكد أن "تغطية هذا التطاول والعصيان هي جريمة ايضاً"، محملاً مسؤولية دم المرحوم محمد أبو ذياب إلى وئام وهاب شخصياً بالقول :"من يتحمل مسؤولية الدم الذي سال هو الذي كان يحضر لهذا الكمين كما اعترف وئام وهاب على شاشة "الجديد"، ونترك هذا الموضوع للقضاء وللتحقيق".
وإذ شدد على "رفض "تيار المستقبل" لأن يكون الجبل ساحة لإعادة الفتنة إلى لبنان"، نوه بـ"حكمة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في حماية الجبل من أي نزاع"، داعياً إلى "نبذ أي توتير في ظل وجود الكثير من الناس التي تريد الاصطياد في الماء العكر".
وسأل رداً على أسئلة الصحافيين :"هل باتت الدعوة لاغتيال اللواء عماد عثمان تقال علناً عبر تذكيره بمصير اديب الشيشكلي؟"، قائلاً :"فرع المعلومات حمى لبنان، ولا أحد يتكلم عن دوره ووطنيته وحرفيته في التعاطي في ما حصل في الجاهلية، وذلك باعتراف مختار القرية والناس".
واعتبر أن "الكلام النابي الذي صدر من وهاب إذا تغطى من "حزب الله" أو غيره فهو إدانة لهم، فهذا الكلام لا يقبل به أحد، ونحن لا نساوم في الإساءة لرموزنا، وللرئيس الشهيد رفيق الحريري، وحاولنا ونجحنا في ضبط ناسنا وأهلنا كي لا يدخل الطابور الخامس على الخط، ونتمنى أن يبقى الجميع تحت سقف الدولة، وسقف رئيس الجمهورية ميشال عون".
كما شكر الوزير باسيل على مبادرته بإرسال الوفد، متمنياً العودة إلى "ملف تشكيل الحكومة، ودق جرس الإنذار من التأخير الحاصل بفعل العقدة الأخيرة المفتعلة".