لا يمكن وضع نديم الجميّل إلّا في خانة المتمرّد دائماً على القرارات التي يعتبرها خاطئة داخل حزب الكتائب اللبنانية، وليس على القيادة كقيادة، علاقته بابن عمّه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل تمرّ بحالة مدّ وجزر، «ففي كل عرس لنديم قرص»، لكن في النهاية يعود الى القَسَم الكتائبي الذي أقسمه.
يلتزم الجميل الصمت منذ إنتفاضته داخل المكتب السياسي الكتائبي الأسبوع الماضي إحتجاجاً على تحالف حزبه مع مرشّح الحزب «السوري القومي الإجتماعي» في نقابة الصيادلة، لكنّه في المقابل يتجنّب إثارة هذا الموضوع في الإعلام أو الإجابة عليه، ويؤكّد أنّ هذه المشكلة تعالح داخل المكتب السياسي الكتائبي بالطريقة المناسبة.
وعلى رغم اعتراضات كتائبية احياناً على بعض سلوك الحزب، غير ان التهمة توجَّه دائماً الى نديم بأنّه يوتّر الحزب كل فترة ومن ثم يعود الى بيت الطاعة.
يقول الجميّل لـ»الجمهوريّة»: قد يكون هذا الكلام صحيحاً من جهة معيّنة، لكنني أخرج عن صمتي كل فترة لتصحيح الأمور». ويجزم: «هذه المرة لن أستكين قبل الوصول الى حزب كبير على صورة الحزب الذي أسّسه جدّي الشيخ بيار، فهناك مشكلات كثيرة ينبغي أن تعالجها القيادة في المرحلة المقبلة، وأنا سأعمل جاهداً لما فيه مصلحة الكتائب».
وللمفارقة، فإنّ مضبطة الإتهام التي يسوقها البعض ضدّ نديم الجميّل لا تتضمّن بنداً واحداً، إذ تحتوي على عدد كبير من النقاط التي يصوّبون عبرها عليه، ومن بين تلك التهم «إزدواجيّة إنتمائه الى حزبي «الكتائب» و»القوات اللبنانية» في آن واحد، والترويج بأنّ انتفاضته الأخيرة هي بوابة من أجل إنضمامه رسمياً الى «القوات».
ويؤكّد الجميّل في معرض إجابته عن هذه النقطة أنّ «انتمائي واحد للكتائب اللبنانية، والدي الشهيد بشير كتائبي، وجدّي المؤسّس هو الكتائبي الأوّل وجدي الثاني هو من المؤسّسين الأوائل».
ويتابع: هناك حقيقة واضحة وهي أنّ بشير أسّس حزب «القوات اللبنانية». لكن في بداية مسيرتي فكّرت بالموضوع وسألت نفسي الى أيّ حزب يجب أن أنتسب: الى الكتائب التي أسّسها جدّي أم الى «القوات» التي اسّسها والدي، وقرّرت أن أقسم اليمين في حزب الكتائب والسبب هو الشهيد بيار الجميل الذي وحّد الحزب عام 2005 ودعانا مع كل الرفاق الى العودة والنضال من داخل الصفوف.
ويشير الى «أنني أقسمتُ اليمين لكي أكون أميناً للقضية التي استشهد من أجلها آلافُ الكتائبيين وأميناً على النظام العام والقرارات الحزبية. فالكتائب و»القوات» يكمّلان بعضهما، أما أنا فموجود في الكتائب وباقٍ فيها ونقطة على السطر.
ومن التهم التي وجّهها البعض الى الجميل، هي مزايدته لكسب أصوات في المؤتمر العام للحزب. وهنا يجيب الجميّل بنبرة عالية ويقول: «عن أيّ أصوات وأيّ مؤتمر تتحدّثون؟ أنا لستُ مرشحاً لرئاسة الحزب وهذا أمر نهائي، ولا يهمني على الإطلاق أن أسمّيَ أعضاء في المكتب السياسي ولم أطلب مرةً واحدة من أحد الرفاق أن يتدخّل في موضوع معيّن أو أن يقف معي في حالة معيّنة، فلا كتلة لديّ في المكتب السياسي وكل أعضائه هم رفاقي.
ويسأل: «ماذا ينفع النفوذ داخل الحزب؟ ما يهمّ هو أن يكون للحزب نفوذ في الوطن ليتسنّى له تحقيق مشروعه السياسي وهذا ما سنعمل عليه مع رئيس الحزب، وأنا في طور التحضير لمشروع كبير سأطرحه على المكتب السياسي لتوسيع مروحة الحزب».
ويؤكّد الجميّل «أننا بحاجة ماسة إلى عودة حراس الهيكل، أي قدامى الحزب، لذلك سأقترح إنشاءَ مجلسٍ للشيوخ يتمتّع بصلاحيات واسعة ويكون شريكاً في القرار مع المكتب السياسي. كذلك الأمرُ بالنسبة الى المقاتلين القدامى وذوي الشهداء، لذلك سأقترح أيضاً أن تكون لهم مؤسّسة حزبية شريكة في القرار وجزء كبير في الموازنة، لن أدخل في التفاصيل أكثر الآن، وسأعلن عن مقترحاتي في الوقت المناسب».
لا يحبّذ الجميّل الحديث عن التحفظات على سياسة الحزب في الإعلام، لكنه يؤكد أنه ستكون له مداخلات في المكتب السياسي. ويختم: كلمتي أوجهها لرفاقي الكتائبيين للعمل سوياً من أجل عودة الحزب للعب دوره الوطني الكبير والفاعل في بناء الإنسان والدولة والذي من أجله إستشهد الآلاف من رفاقنا. الكتائب روحٌ وتضحية وعطاء، وستبقى سياج الوطن تعمل من وحي مبادئها لبناء الدولة القوية العادلة لخدمة لبنان واللبنانيين».