الوهابية هنا نسبةً للوزير السابق وئام وهاب، لا كما هو معروف نسبةً للداعية السلفي محمد بن عبد الوهاب الذي ظهر في شبه الجزيرة العربية أواخر القرن الثامن عشر، ونقول بأنّها باتت ظاهرة لما لها من آثار اجتماعية وسياسية وأخلاقية في وسطها الدرزيّ أولاً، وسائر الأوساط الإجتماعية في لبنان ثانياً، وربما امتداداً إلى سوريا وفلسطين المحتلّة ثالثاً. وآخرُ إبداعاتها البراعة في شراء الطوائف (هكذا بأُمّها وأبيها) لصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذه ليست تُهمة، فقد سبق لوهاب أن جرّبها و"ظبطت معه"، فقد تمكّن بفضل هبة أوليّة قدّرها بنفسه ب(60) مليون دولار من اختراق الطائفة الدرزية و"لمّها"، أي وضعها تحت جناحه، وبالتالي في خدمة الجمهورية الإسلامية وأهدافها التوسُّعيّة في المنطقة العربية، وهو بهذا إنّما سلك على هدي قادة في حزب الله (سابقين وحاليّين) تمرّسوا في "بيع الطوائف"، فقد سبق لهم أن باعوا الطائفة الشيعية للجمهورية الإسلامية، إنّما بكلفة باهظة بلغت المليارات لا الملايين.
إقرأ أيضًا: من النائب رعد إلى وئام وهّاب .. البلد على شفير الهاوية
يكشف وهاب بالأمس لنا وللجمهور العريض أنّ وزيراً سُنّيّاً بارزاً (على ذمّته طبعاً) طلب منه أن يتوسّط له لدى الجمهورية الإسلامية لـ "لمّ" الطائفة السُّنّية، ووضعها في خدمة أهداف الإمبراطورية الفارسية الوليدة، وبعد ذلك، لم يُخبرنا وهاب تتمّة القصّة (ربما ترك ذلك على سبيل التّشويق والإثارة)، وما إذا كانت الجمهورية رفضت العرض، أو أنّ الوزير السُّنّي عدل عن اقتراحه، أو أنّ وهاب نفسه تقاعس عن أداء المهمّة، أو ربما (والله أعلم) لدراية الجميع بأنّ الطائفة السّنيّة الكريمة كانت قد "لُمّت" سابقاً ووُضعت في خدمة المملكة العربية السعودية.
بدايات ونهايات مُحزنة لأبناء طوائف لبنان الكبير، كما توهّمه الجنرال غورو قبل مائة عام.