اعتبر النائب السابق فادي الأعور أن ما حصل مساء السبت الماضي في منطقة الجاهلية طُبخ في الغرف السوداء، لافتا الى ان أحدا لم يكن يتمنى أن تصل الأمور الى ما وصلت اليه، لذلك المطلوب التهدئة على ان تترافق مع تحميل المسؤوليات للفرقاء المعنيين، باعتبار انه لم تجر العادة بأن تتم التبليغات عبر مئات العناصر الأمنيّة المدجّجة بالمدرعات وكأنها تتجه لتحرير مزارع شبعا.
وشدد الأعور في حديث لـ"النشرة" على أنه اذا كان هناك من في السلطة السياسية يظن أنه استأذن رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط للدخول الى الجاهليّة الآمنة المسامحة واستباحتها، فهو مخطىء، لأن جنبلاط يمتلك قناعاته ورأيه لكن مفتاح الجبل ليس بيده بل بيد أهالي هذه الأرض وبيد المقاومة التي هزمت اسرائيل في العام 1982. وأكد الأعور أن أحدا لا يستطيع تصفية الأفرقاء السياسيين عبر الدولة، واذا كانت السلطة السياسية قد استُدرجت، فلتتحمل المسؤولية. وقال: "نحن نطالب بلجنة تحقيق خاصة لتحميل المسؤوليات ومحاسبة من قتل الشهيد محمد أبو ذياب"، مستهجنا ادارة الأجهزة الأمنيّة بقرارات سياسيّة تستهدف آراء الناس.
وأشار الأعور الى أنه اذا كان رئيس حزب "التوحيد العربي" (وئام وهّاب) أو غيره قال كلاما غير محبب، تتم احالته الى محكمة المطبوعات ولا يُرسل اليه 500 عسكري ليقتلوه. وأضاف: "الأفضل ألاّ يواصلوا استفزاز الناس لأن العواقب ستكون وخيمة، ونحن ننتظر اجابات واضحة من رئيس الحكومة المكلف (سعد الحريري) ليُبنى على الشيء مقتضاه".
وعمّا اذا كان وهاب سيمتثل أمام القضاء، قال الأعور: "لقد سبق لرئيس حزب التوحيد أن تواصل مع وزير العدل المعني الاول بالموضوع سليم جريصاتي وتم التفاهم على آلية معينة ونتمنى أن تُتابع المسألة بما فيه مصلحة الجميع".
وشدّد الأعور على أنه "اذا كان هناك من يصرّ على استخدام الدولة ضد الفرقاء في الجبل، فإن فريق المقاومة لا شك سيقف متراسا"، لافتا الى ان "أحدا لا يتمنى أن تكون الدولة طرفا، اذ اننا لم نعد أصلا في زمن أولياء الأمر والمفترض أن نكون في كنف دولة مدنيّة".
وأوضح الأعور أن دور حزب الله في ما حصل كان التهدئة، وان كان قد أثبت أنه سيكون دائما الى جانب حلفائه، لافتا الى انه يمد حاليا يده لحل المسألة بالتي هي أحسن. وقال: "المخطط كان يقضي بقتل وئام وهاب، وقد طبخوا ذلك في الغرف السوداء. تاريخ بيت جنبلاط حافل بالتنكيل بالدروز... بالأمس ظنّ أنه يمتلك الجبل فأباحه، لكننا نؤكد له ان في الجبل عائلات عريقة لن تقبل بما يحصل واذا أراد أن يتمادى فنؤكّد له أنّ الامر لا ينتهي بأشهر أو سنوات، وسنورثه لأولادنا".