لم يكن ينقص البلد هذه الأيام العسراء إلاّ اضطراب أمني تسبّب به الوزير السابق وئام وهاب بافتعاله حملة تجريح وتحقير بحقّ رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري. البلد يعاني ضائقة مالية خطرة مفتوحة على كافة الاحتمالات الحرجة، في غياب حكومة فاعلة يمكنها أن تتصدّى لكارثة اقتصادية يُجمع خبراء الاقتصاد على قرب وقوعها، وفي حين حاول البعض تدارك الأزمة الحكومية التي افتعلها حزب الله بإخراج العقدة السُّنّية من القمقم، برز أهم بوق إعلامي لتيار المقاومة والممانعة مُطلقاً دفعة محمومة من السموم والاحقاد، والتي تركّزت بحقّ والد رئيس الحكومة الراحل الشهيد رفيق الحريري.
إقرأ أيضا : قانونيا : وئام وهاب فار من العدالة
وإذ حاول الرئيس الحريري القيام بما يلزم لكبح جماح وهاب قضائياً، كادت قضية إبلاغه مذكرة إحضار للمثول أمام المدعي العام التمييزي، أن تتسبّب باضطرابٍ أمنيٍّ خطير في منطقة الجبل والشوف تحديداً، المترافقة مع استفزازاتٍ لمناصري وهاب في مناطق نفوذ الزعيم الجنبلاطي، وإذ انتهت احتكاكات اليوم مع القوى الأمنية على توتّر تحت السيطرة، إلاّ أنّ الجمر ما زال مُتوهّجاً تحت الرماد، ويحبس اللبنانيون أنفاسهم اليوم خوفاً من الاضطرابات الأمنية بعد أن تراجعت للوراء هموم الأزمة الحكومية ونُذُر الأزمات المالية الماثلة للقاصي والداني.