لقد أصبح تمام سلام رئيسا مكلفا لتشكيل الحكومة العتيدة وستنتهي الاستشارات النيابية الملزمة اليوم بمزيد من الأصوات لصالح تمام سلام حيث يكلف رسميا بعد ذلك تشكيل حكومة جديدة للبنان .
لقد جرى التوافق " المفاجيء " على تسمية تمام سلام البيروتي العتيق الذي اعتبر من قبل الجميع الشخصية الحيادية المعتدلة والمقبولة من جميع الأطراف .
إنه زعيم المختارة وليد جنبلاط اللاعب الأبرز في السياسة اللبنانية الذي استطاع أن يجنب البلاد مزيدا من التوتر والعصبية فأقنع من يعنيه الأمر في لبنان والسعودية أن الوقت ليس للتحدي ولا للمصادمات ولا للمزايدات فرفض كل الاقتراحات الاستفزازية في شأن تسمية رئيس جديد للحكومة والتي من شأنها توتير الوضع في لبنان واستطاع ببراعة عالية أن يختار ما يلائم المرحلة الصعبة والخطيرة التي يمر بها لبنان فاختار الإعتدال على التطرف واختار المشاركة على الاستئثار واختار الوحدة الوطنية على التفرد واختار مصلحة البلد أولا وآخرا .
إنه زعيم المختارة وليد جنبلاط الذي انتظره الجميع ليقول كلمته فجاء اقتراحه في تسمية النائب تمام سلام لرئاسة الحكومة فوضع الجميع في موقف حرج لما يمثله النائب سلام من حيادية واستقلالية في الكثير من القضايا السياسية الخلافية فلم يستطع فريقي 8 و 14 رفض الإقتراح ولم يكن لدى الجميع إلا تبني هذا الترشيح وأُقنع بذلك من يعنيهم الأمر عربيا ودوليا وضع هذا الاقتراح على سكته الصحيحة وعلى ما يبدو ستنتهي الاستشارات الملزمة اليوم بتكليف النائب سلام بتشكيل الحكومة الجديدة بتوافق الجميع وفي ظل اجواء إيجابية تبشر بالخير وإن كانت الامنيات أن ينسحب هذا التوافق أيضا على تشكيلة الحكومة العتيدة وبيانها الوزاري .
ولذلك يعتقد الكثير من اللبنانيين ان النائب جنبلاط يستحق أكثر من كلمة شكر لما قام ويقوم به من جهود ف سبيل تذليل الكثير من العقبات والتعقيدات داخل زواريب السياسة اللبنانية وفي ذلك أيضا دعوة إلى جميع الاطراف في فريقي الموالاة والمعارضة وتحديدا حزب الله إلى الإستمرار في المنحى الإيجابي خلال تشكيل الحكومة و خلال صياغة بيانها الوزاري فهل سينجح أيضا النائب جنبلاط في تذليل ما يأتي من العقبات وهل سيرد حزب الله التحية الى جنبلاط باحسن منها ؟!