رحم الله كل الشهداء ،ورحم الله الشهيد المظلوم رفيق الحريري، الذي ترك بصمات طيبة نحو بناء دولة لبنان ومؤسساته، ناهيك عن أعماله اتجاه شعبه من تعليم وخدمات ومشاريع تهدف إلى حماية البلد ومستقبله، إلاَّ أنَّ المقدَّر لهذا البلد أن يبقى في مركز الإنعاش والعناية المركزة، لكي يبقى في غيبوبته، كما عبَّر إمام الوطن والمقاومة السيد موسى الصدر، من أنَّ لبنان يشبه المريض في سرير العناية الفائقة،إن أشرف على الموت أعطي جرعة أوكسجين لكي يستعيد حياته، وإن أشرف على الحياة أعطي جرعة مضادة لكي يبقى في سرير المرض..
هذا هو حال البلد، وهكذا غُيِّبت رجالاته من الذين أرادوا أن يضعوا لبنان على سكة القطار.. والقول الآخر الذي قاله إمام المقاومة والوطن السيد موسى الصدر: " لا حلَّ للبنان إلا في إقامة الشرعية، ولا شرعية إلا بتذويب الدويلات مهما كان اسمها وشكلها وفعلها"..
إقرأ أيضًأ: أزاويط السياسة اللبنانية.....
الشيخ سعد الحريري، بما أنك ابن الشهيد الشيخ رفيق الحريري، عليك أن تصبغ سياستك بطابع ديني، وليس بطابع سياسي فقط، وتحاول أن تجتهد فإن أصبت فلك أجران، وإن أخطأت فلك أجرٌ واحد، وبما أن التيارات الإسلامية اختلفت في صحة هذا "المأثور" فأنت على القول الآخر (معذوراً ولست مأجوراً).. وبالتالي يصح التبرير الفكري والديني والسياسي، الذي استخدمته أنا ـ أي معاوية ـ للإحتفاظ بالسلطة، كما قال عني القاضي الهمداني: " بأن معاوية أول من قال بالجبر وأظهره، وأنَّ ما يأتيه هو بقضاء الله ومن خلقه، ليجعله عذراً في ما يأتيه ويوهم أنه مصيب فيه، وأنَّ الله جعله إماماً وولاَّه الأمر"....
ثانياً: لماذا لم تتعلَّم لغة السب والشتم، أليست من السياسة اللبنانية السباب والشتائم واللعن والإتهام والنيل من كرامات الناس، ألم تعرف أن السلوك السياسي اللبناني هو دهاء وحنكة وحرص على السلطة، باستخدام سلاح الدين في مخاطبة الناس،وبأن الله مسدِّد لمن يتكلم باسمه، ويصبح إماماً والرادُّ عليه كالرَّاد على الله، وما على الملاْ سوى الخضوع والطاعة لقضاء الله وحكمه...
على كل حال يا شيخ سعد لا أريد أن أطيل عليكم بنصائحي، وفي كل الحالات كانت وما تزال القيادات العربية والإسلامية توظِّف الدين، لا بل رجال الدين، لتبرير كل الإنجازات وحتى لو كانت فاشلة فإنهم معذورون بفشلهم، لأنه محشود بأسانيد الدين ورجاله من أحاديث وفتاوى جاهزة، وربما تكون يا شيخ سعد جاهزة وحاضرة غبِّ الطلب.