اصبحت مسيرات العودة ايام الجمعة مشهدا شائعا شبه روتيني في قطاع غزة فالآلاف من المواطنين الغزيين بل عشرات الآلاف منهم يجتمعون عند نقاط معينة ويتظاهرون امام الجدار الحدودي.
وفي اغلب الحالات تتحول هذه الاحداث سريعة الى مواجهات بين الجانبين حيث تقوم قوات الاحتلال باطلاق الأعيرة المطاطية بل الرصاصات الحية تجاه المتظاهرين الذين من جانبهم يقومون بالقاء الحجارة والعبوات الناسفة على عناصر الجيش.
وهكذا العشرات من الفلسطينيين قد قتلوا خلال نصف السنة الأخيرة أثناء هذه الاحداث والبعض منهم شبان وحتى اطفال.
وتساءلت جهات عديدة في المجتمع الفلسطيني طوال هذه الأشهر ولا تزال تتساءل لماذا لم تنطلق فعاليات من هذا القبيل في مدن الضفة الغربية بالرغم من المساعي الكبيرة والجهود المتواصلة التي تبذلها حركة حماس لحثّ السكان الفلسطينيين فيها للتحرك والقيام بمظاهرات مماثلة.
وفي هذا الخصوص قامت مصادرنا في الضفة بإجراء مقابلات مع سكان كثيرين ومع مسؤولين في حركة فتح والسلطة وتم سؤالهم عن رأيهم بالنسبة لسبب عدم توسع وامتداد مسيرات العودة الى الضفة الغربية.
ولا شك أن ردودهم تثير الاهتمام فاغلبيتهم يوافقون على ان السبب الرئيسي هو ان سكان الضفة يريدون ضمان عدم المساس بسير حياتهم اليومية ويخشون من العودة الى واقع امني لا يمكن تحمله ويزيد من صعوبة حياتهم.
وفي السياق ذاته قال احد السكان ان "الوضع الحالي احسن بكثير مما كان قبل 10-15 سنة.. فنرى جيدا ماذا يحصل في القطاع ولا نريد ابدا السير في هذا الاتجاه". وهكذا كان الرد من سكان آخرين قامت مصادرنا بمقابلتهم.
ومن الجدير ذكره ان مسؤولين في السلطة الفلسطينية يعتقدون هم الآخرون ان القيام بمسيرات العودة في رام الله والخليل ونابلس ومدن اخرى سيسبب ضررا اكثر مما ينفع.
وحسب مصادر في رام الله هناك خشية حقيقية في صفوف السلطة من ان تظاهرات من هذا النوع في الضفة ستعزز قبضة حماس على الارض.
كما يقدر ان نشاطات من هذا القبيل ستؤدي الى زرع الفوضى مما سيزعزع الاستقرار في المنطقة ويلحق ضرراً في مجال السياحة الذي يحظى مؤخراً بنوع ما من الانتعاش.