كشف ممثل شركة كارباورشيب في لبنان رالف فيصل أنّ الدولة اللبنانية وفّرت أكثر من ٣٥٠ مليون دولار على مدى 5 سنوات في تكاليف الفيول فقط من خلال شراء الكهرباء من البواخر. وأكد أنه في حال قرّرت الدولة اللبنانية توفير غاز طبيعي أقل تلويثًا للمعامل والبواخر القائمة، فالشركة مستعدّة لتشغيل البواخر على الغاز في غضون أيام.
• كما تعلمون أنّ رئيس الجمهورية أكّد في أكثر من مناسبة أنّ الحكومة المقبلة ستبحث في أولى جلساتها ملف الكهرباء، ما يعني أنّ هناك إصراراً على الحل، في ظلّ توافد الاقتراحات لإيجاد الحلول لمعضلة الكهرباء من جانب جنرال الكتريك وسيمنز بدعم من المانيا والولايات المتحدة، فما مستقبل البواخر في لبنان؟
 
 
- منذ عام 2013، قدّمت «فاطمة غول سلطان» و»أورهان باي» الكهرباء دون توقف على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع إلى لبنان بأقل الأسعار مقارنةً بجميع معامل الكهرباء القديمة الأخرى في لبنان (صور، بعلبك، دير عمار، الزهراني، الجية، الزوق) وبالكهرباء من سوريا أو من المولدات الموجودة في الأحياء. لقد وفّرت على الخزينة اللبنانية مئات الملايين من الدولارات خلال السنوات الخمس الأخيرة، خصوصاً وأنّ البواخر تستهلك كمية أقل من الفيول.
 
يحتاج بناء معامل جديدة 3 إلى 5 سنوات، بما في ذلك إعداد دفتر الشروط، وإطلاق المناقصات، وتوقيع العقود، وبدء البناء حتى توصيل محطات الكهرباء بالشبكة. هذا هو الفرق بين حلّ البواخر وأيّ حلّ تقدّمه شركات أخرى: الحلول ليست حصرية ولكنها مكمّلة.
 
خلال مرحلة البناء لأيِّ محطة طاقة دائمة والتي قد تستغرق سنوات عدة بحسب الظروف الاقتصادية أو السياسية أو غيرها من الظروف غير المتوقعة، لا يزال من الضروري توفير الكهرباء على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع للمواطنين اللبنانيين بتكلفة معقولة، ونحن على استعداد دائماً للتعاون مع لبنان لتزويده بالكهرباء من خلال بواخرنا التي ستملأ فجوة الكهرباء بأقل الأسعار بينما يتمّ بناءُ المعامل مثل تلك التي تقترحها شركتا سيمنز وجنرال إلكتريك. تظل البواخر أفضلَ حلّ في الوقت الحاضر، وستظلّ الباخرتان الموجودتان في لبنان تعملان حتى نهاية فترة العقد في 2021.
 
• بعد تقرير غرينبيس الأخير حول التلوّث البيئي في كسروان جراء معامل الطاقة ما هو ردكم؟
 
 
- لا يزال التلوث جراء معامل الكهرباء والسيارات يمثل مشكلة كبيرة في جميع أنحاء العالم في مختلف البلدان. يعود التلوث في كسروان إلى المعامل التي تعمل على الفيول أويل وزحمة السير. ولو كانت محطات توليد الطاقة تعمل على الغاز، لكان التلوث أقلّ بكثير.
 
ومن الجدير بالملاحظة أنّ البواخر، وهي الأكثر فعالية والأجدد، هي مصدر الكهرباء الأقل تلويثاً في لبنان، حيث تنتج انبعاثات أقل مقارنة بالمعامل القديمة والمولدات الأخرى. وتلتزم البواخر بالمعايير المحددة من قبل البنك الدولي ومعايير ISO 14001 ويمكن أن تعمل البواخر على الفيول أويل أو الغاز، ومن السهل جداً تحويل البواخر الحالية للعمل على الغاز.
 
لذلك، إذا قرّرت الدولة اللبنانية توفير غاز طبيعي أقلّ تلويثاً للمعامل والبواخر القائمة، فنحن مستعدون لتشغيل بواخرنا على الغاز في غضون أيام دون فقدان أيّ نسبة توليد للكهرباء وهكذا نظلّ أنظف مصدر لتوليد الطاقة الحرارية في لبنان.
 
• كيف تقيّمون تجربة «اسراء سلطان»، وهل نجحتم في ارضاء الناس في مناطق كسروان وبعض المتن؟
 
 
- أتمّت إسراء سلطان مهمتها بنجاح في لبنان برفع ساعات التغذية بشكل ملموس في مناطق كسروان والمتن، وقد لاحظ سكّان هذه الأقضية وصول التغذية الكهربائية في مناطقهم إلى ما بين ٢١ و ٢٤ ساعة يومياً.
 
وفي الزوق أنتجت إسراء سلطان ما يزيد عن ٢٠٠ ميغاواط، وشعر السكان بهذا التزويد الإضافي للكهرباء في المناطق التي تغطيها الباخرة مع عدد قليل جداً من ساعات التقنين مع انخفاض كبير لفواتير المولدات.
 
• كم أصبحت كلفة إنتاج الكيلووات بعد ارتفاع أسعار الفيول أويل، وما هو الفارق بين سعر البواخر وسعر المعامل القائمة في لبنان؟
 
 
- بعد ارتفاع اسعار الفيول اويل اصبحت كلفة إنتاج الكيلووات ١٤ سنتاً للكيلووات بينما تصل كلفة الانتاج في معملي صور وبعلبك الى ٢٤ سنتاً، ١٦ سنتاً في الزهراني ودير عمار وفي معمل الجية القديم الى ١٧ سنتاً والزوق القديم ١٥ سنتاً.
 
والتكلفة لا تقل عن ١٨ سنتاً من سوريا، وأكثر من ٣٠ سنتاً للمولدات. والجدير بالذكر أنّ البواخر في لبنان تستهلك وقوداً أقل بكثير لتوليد القدر نفسه من الطاقة من المعامل القديمة القائمة. وعلى مرّ السنين يساهم هذا الإدّخار في الفيول في توفير كمية كبيرة منها.
 
على سبيل المثال، وفّرت الدولة اللبنانية أكثر من ٣٥٠ مليون دولار على مدى 5 سنوات في تكاليف الفيول فقط من خلال شراء الكهرباء من البواخر، وتوفير سنوات لإنهاء بناء معامل جديدة وربطها بالشبكة والاعتماد بشكل أكبر على المولدات المكلفة والملوّثة.
 
• في حال قرّر لبنان إستيراد بواخر إضافية لتأمين 24 ساعة كهرباء والاستغناء عن المولدات، الى كم باخرة يحتاج، وكم تحتاج شركتكم من وقت لتأمين وصول هذه البواخر؟
 
 
- بحسب الدراسة التي أجراها البنك الدولي والتي تنص على أنه من خلال عدم توفير الكهرباء 24/24، فإنّ الخزينة تخسر مبالغ ضخمة، جرّاء الخسائر في الإنتاج والدخل الأساسيّين التي تتكبّدها الشركات اللبنانية، وبزيادة المدفوعات للاستمرار في تشغيل معامل الكهرباء غير الفعالة. كما يتعيّن على المواطنين تخصيص جزء أكبر من دخلهم للحفاظ على الأجهزة الأساسية في منازلهم لدفع الفاتورة الباهظة للمولدات أثناء انقطاع التيار الكهربائي.
 
ومع ذلك، بوجود 24 ساعة كهرباء، يمكن أن يصبح لبنان دولة أكثر كفاءةً وازدهاراً. إنّ شركة كارباورشيب مستعدة للتعاون مع الدولة اللبنانية لتزويدها ببواخر إضافية، يمكنها سدّ فجوة الكهرباء بأقلّ الأسعار، بينما يتمّ بناءُ معامل الكهرباء الدائمة.
 
ووفقاً للبيانات المتعلقة بصيف عام 2018، وصل الطلب في أوقات الذروة إلى حوالى 3.400 ميغاواط، في حين بلغ التوليد الفعلي مع البواخر الثلاث 2.200 ميغاواط، وتبلغ فجوة الطاقة حوالى 1.400 ميغاواط في الصيف، التي قد تنخفض إلى 800 ميغاواط في فترة الشتاء حيث ينخفض الطلب على الكهرباء. لدينا أحجام مختلفة من البواخر، تراوح من 30 ميغاواط إلى 620 ميغاواط.
 
لذلك إذا قرّر لبنان استقدام بواخر إضافية لتأمين 24 ساعة من الكهرباء، يمكن الاتفاق مع الدولة اللبنانية على حلّ بالطريقة الأكثر فاعلية لتوزيع الطاقة من نقاط مختلفة على طول الساحل اللبناني، ومع قدرة بواخرنا الحالية وبفضل قدرتنا على بناء البواخر بطريقة سريعة، يمكننا سدّ الفجوة في غضون أشهر فقط، وهو حلّ سريع بأقلّ تكلفة وأقلّ تلويثاً من الوضع الحالي.