بسم الله الرحمن الرحيم
السيد حسن نصرالله
السلام عليكم ....
خاطبتك منذ عامين ...وها أنا أعود ثانية ... يقينا أنك مخلص وصادق بإنتمائك ونهجك ولكني لا أراك في موقع الصواب الذي يقود الى الخلاص ...
* دعوكم من مقولة ( السنة المستقلون ).. الترقيع
ليس بحل ولن يؤدي لقيامة لبنان ورفع الظلم
والمعاناة عن الناس لسبب بسيط أن المصيبة هي
بنية النظام السياسي وليس الحكومة بغض النظر
عن مسميات التأليف وأشكالها...
* اسوأ ما في المخلص أنه يظن دائما أنه على
صواب...وجميل أن يتنطح أحد للمناصحة ...
* جربتم هذا السلوك في أكثر من مكان وثبت عقمه.
القضايا المحقة لا يمكن حملها بعقلية مذهبية ..
* (حزب الله) وإيران الدولة ايضا مدعوان لإعادة
التفكير في نهج التعاطي مع قضايا الأمة ...
جنوب لبنان مثال طيب لحزب الله قبل
الإستدارة ... كانت الأمة كلها خلفه ....
* المطلوب مشروع حقيقي وليس شعارات وخطابات
تجمع ولا تفرق .. خطاب يرتقي الى عمق الإنتماء
بعيدا عن العصبيات والتأريخ...
* إنتماؤنا ليس جغرافيا ولا مذاهب ... رسالة للعالمين
بغض النظر عن التموضعات ... فكر إستنهاضي ألف
بائه ربط الأرض بالسماء وسوس الناس بأحكام الله
دون سواها وقد إختزلها سيد شباب أهل الجنة ع
بمقولته المشهورة ( طلب الإصلاح وحماية الدين )
وليس التوزير ومحاكاة الواقع ....
* الجميع يعلم أن العدو الصهيوني والغرب من خلفه
أكبر من مشروع دولة بعينها أو حزب أو تنظيم
أو مذهب أو طائفة...
* تعلمون أكثر من الأخرين أن الطغاة والنظم
السياسية على مختلف شعاراتها أس البلاء...
* تعلمون أن الغرب يستهدفنا كأمة ( سنة وشيعة )
وقد أيقظ الفتنة مستفيدا من بطون أمهات الكتب
وسلوك الدول ( السنية) و ( الشيعية ) والمنتفعين
من المراجع والمشايخ ...
* سيحاربوننا بكل السبل وسيستفردون بنا ... لذلك
نجد لزاما ووجوبا أن نراجع ما نحن عليه... إن
إستمرارنا على ما نحن عليه ينذر بالأسوأ...
* إن إستقطاب هذا وذاك...وأنتم تعلمون أن جلهم
يحركهم منطق الإسترزاق والمنافع... وهم دون
شك ليسوا في موقع التعويل إن لم يكونوا بلاء.
نريد أن نفكر بعقلية مختلفة ... الصورة واضحة ... مصائبنا النظم السياسية والعصبيات المذهبية ... لا خلاص ولا حياة إلا بالتغيير عبر مشروع جامع ...
إن على إيران بصفتها دولة وتمتلك من مقومات القوة ما يجعلها أن تأخذ منهجا يتركز على ما يلي:
* تنقيح الموروث التأريخي وإخراج كل خبث منه.
* حمل مشروع أمة وإن من موقع التموضع الفقهي
لأن ما يعنينا هو النزول على أحكام شرع الله بغض
النظر عن الإجتهاد الفقهي الذي يجب أن يكون
موضع إثراء لا نزاع ...
أما على مستوى لبنان ... إن مسؤولية الحزب تقتضي الخروج من صيغة التكيف مع واقع المحاصصة والتقسيمات المذهبية الى رحاب الإسلام العظيم وبلورة مشروع يقوم على تحقيق العدالة ورفع الظلم ومحاربة الفساد دون لمز أو غمز أو مواربة .... مشروع يؤسس لقيام مجتمع يكون عز وكرامة الإنسان الهدف الأسمى ...
نحن نعلم وعلى يقين أن مشروعا كهذا ليس باليسير ولكن حمله يبرىء الذمة أمام الله أننا قد فعلنا ما بوسعنا لاسيما أننا نعلم حجم الصعوبات والتحديات ولكن دفع الناس الى النهوض وعيا وتفكيرا هو سبيل الخلاص...
رسالتي هذه ليست إلا رؤية أعتقد بصوابيتها ولا أجزم بذلك ... قابلة للحوار مع كل الأحبة والأصدقاء الذين يشاركوننا المعاناة ويتطلعون لغد مشرق ...
والسلام عليكم
ماجد زيد/ أبورامي
صور في 24/11/18