في لحظة الحسم سقط الجميع تبيّن أنهم مجرد أسماء وموظفين لدى الباب العالي في ضاحية متواضعة ارتضت بالحرمان كي يثرى حليف ممانع هنا و آخر متمانع هناك
 
يختبىء الكثيرون من روّاد السياسة والسيادة والسلطة خلف شعارات فضفاضة تنجيهم من بؤسهم السياسي وتسقط خلفها بطولات وعنتريات مصاحبة لكل استحقاق ومع كل فوز انتخابي  ملغوم تبرز أحجام وتتضخم بطريقة بالونية سرعان ما تنفسها إبرة النافخ فيها فتجد الكتل المتعنترة أضعف حيلة و أكثر نحالة بعد أن إننفخت أوداجها كديك في قن أو على مزبلة  تبيّن أنّه في الأصل مجرد دجاجة وقد تتديك لقلة الديوك .
 
طيلة مواسم الانتخابات وبعد صدور النتائج المعروفة سمعنا معزوفات تعجز عنها أنامل بيتهوفن وتبيّن أن الأقوياء أضعف من الضعفاء و أن غناءهم تحوّل الى بكاء و أنين بعد أن صدمتهم الحقيقة المرعبة بأنهم مجرد أعجاز نخل خاوية فطارت التيارات القويّة  بلا أجنحة والكتل التي بدأت تنجز مشروع العودة الى حنين  الماضي الى اللحظة المهانة في تاريخ الحقوق و المساواة بين المواطنين وما عدنا نسمع وعداً بعهد او عهداً بوعد ولا تجاوز من يقف في الطريق معرقلاً دبابة الدولة العابرة لمشاريع الطوائف .
 
في لحظة الحسم سقط الجميع تبيّن أنهم مجرد أسماء وموظفين لدى الباب العالي في ضاحية متواضعة ارتضت بالحرمان كي يثرى حليف ممانع هنا و آخر متمانع هناك وبدا المعنيون أصغر حجماً ودوراً وسقطوا في حفرة الوقت إيماناً منهم بنوم مطمئن لراحتهم باعتبارهم من المالكين لأعينهم فيستطيعون فتحها و إغماضها ساعة يشاؤون وجاءت الحقيقة ضريرة أعمت بصائرهم فباتوا بلا عكاز تقلب قلوبهم أحجار الوصول الى تشكيل حكومي بشرط واحد لا حياد عنه وهو تمثيل سُنّة 8 آذار .
 
 
لا أمل لهم الاّ بالرضوخ واستلام الشروط كالعادة كي يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من فجر الحكومة وهم كعادتهم يمتنعون لياقة وشدّاً لعصب رخو وحفظاً لسمعة باتت منفقودة من قبل حلفائهم ومن ثم يتنازلون حبّاً بالوطن وحرصاً على الدولة وسلامة لسلطة مهددة بالسقوط اذا ما خضعنا لخضوع المُخضع.
 
بعد حين سيجد المواطنون أنفسهم بلا سقوف وهم اختاروا طرقاً غير صحيحة سلكوا دروب من لا يحسن المشي ومازال الرهان عليهم جسارة وخسارة لا تعوض كون أكثرهم زعماء كرتون أو قيادة لعبة أطفال مجرد تركيب وإعادة تفكيك تبعاً لأصابع ورغبة اللاعبين .
 
بعد حين بحث آخر عن ضمانة وطنية بعد ان سقطت ضمانات اتفاق الطائف أو انه لم يعد يلبي حاجة التوازنات الجديدة بين ضعفاء وفائض القوّة فلا مجال أمام هذا الواقع الاّ الاستسلام الواضح وعدم التقنع بأقنعة مكشوفة وباتت تعيب المتقنعين ولا مجال سوى اعتماد مرجعية فائض القوّة بصراحة لا بتلبس من خلال نزلة التنازلات السريعة  لا من خلال حكومة ببيان و أكثرية خاضعة لحسابات المرجعية الصالحة في لبنان ولا من خلال تصعيد علني وزحف سري على الركاب لأخذ الرضا من صاحب الرضا .
 
غداً ولادة جديدة لحكومة بمضمون محسوب تماماً وفق الرغبة للحاكم الفعلي وسيتلهى المتلهون بقشور البيض في الأعياد ويصيحون مع الفصح بأنهم أنجزوا المنجز بعد أن  تمكن البطل من قتل نفسه ليُحيي الميت فعادة الآلهة إحياء العظام وهي رميم وهذا ما يرضي الكثرة المؤمنة بقيام العظام .