في حين أنه لم يتم بعد الاتفاق على أفضل طريقة لاحتساء القهوة، إلّا أنه يبدو من الواضح جداً أنّ عدداً كبيراً من الأشخاص في مختلف أنحاء العالم لا يستطيع العيش بِلا حصوله على جرعة يومية من هذا المشروب. لكن هل يمكن اعتبارُه صحّياً؟
على رغم المخاوف الأخيرة من احتمال وجود مادة «Acrylamide» المُسرطنة في هذا النوع من المشروبات الساخنة، إلّا أنّ الطبيب الأميركي العالمي، د. أوز، قال إنّ فنجان القهوة يحتوي على كمية ضئيلة من المُركّب.
ولفت إلى أنّ التوقف عن احتساء قهوتكم اليومية خوفاً من زيادة خطر إصابتكم بالسرطان قد يحرمكم 6 فوائد صحّية رئيسية:
خفض احتمال الوفاة
إستناداً إلى دراسة نُشرت في مجلّة «Circulation» عام 2015 وشملت أكثر من 200 ألف شخص، وجد الباحثون أنّ استهلاك 1 إلى 5 فناجين قهوة في اليوم يرتبط بانخفاض خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 15 في المئة. كذلك ظهرت هذه النتيجة لدى الأشخاص الذين يحتسون القهوة منزوعة الكافيين.
تقليص الالتهاب
عندما يتعلّق الأمر بمحاربة الالتهاب، فإنّ القهوة تُعتبر سلاحاً مُزدوجاً. تحتوي حبوب البنّ على كمية مرتفعة من مضادات الأكسدة التي تعمل على التصدّي للجذور الحرّة أو الذرات غير المستقرّة التي قد تدمّر الخلايا وتسبّب حتماً الالتهاب، جنباً إلى 336 ملغ من الكافيين لكلّ 28 حبّة.
ووفق بحث نُشر في «Nature Medicine» عام 2017، فإنّ مادة الكافيين قد تمنع الالتهاب الذي تُسبّبه المركّبات في خلايا المناعة البشرية من أن يصبح هائجاً، وتساعد على الحماية من الالتهاب المرتبط بالتقدّم في العمر.
حماية الدماغ
بغضّ النظر عن انعكاساتها السلبية التي تشمل القلق والعصبية أو العجز عن الاسترخاء، يمكن لمادة الكافيين الموجودة في القهوة أن تساهم في تحصين الدماغ.
فبحسب دراسة نُشرت في «Journal of Alzheimer’s Disease» عام 2012 شملت كبار السنّ الذين يشكون أساساً من ضعف الإدراك البسيط، والذي قد يُشير إلى الألزهايمر في المستقبل، فإنّ استهلاك الكافيين بمعدل 3 فناجين من القهوة قد رُبط بخفض احتمال التعرّض للخرف.
فضلاً عن أنّ القهوة قد تساعد الأشخاص الذين يعانون من الباركنسون على التحكّم في الأعراض التي يواجهونها. فقد أظهر بحث صدر في المجلّة الرسمية لـ «American Academy of Neurology» عام 2012 أنّ استهلاك الكافيين قد يساعد على التحكم في الحركات غير الإرادية التي يسبّبها المرض.
تقليل خطر الأمراض والسرطان
القهوة لا تساعد فقط على زيادة تدفّق الدم إلى القلب، إنما وجدت الدراسات أنها قد تخفض أيضاً خطر أمراض القلب، وتحديداً لدى الأشخاص الذين يحتسون 3 إلى 5 فناجين يومياً.
كذلك فقد تملك تأثيرات إيجابية على الكبد، مثل خفض احتمال الموت بسبب تليّف الكبد، وتقليل مستويات الإنزيمات الضارّة، والحدّ من تليّف الكبد لدى الأشخاص الذين يعانون من إلتهاب الكبد C.
وفي حين أنه يتمّ التفكير فقط في الاستعانة بواقي الشمس كأفضل طريقة للحماية من الإصابة بسرطان الجلد، بيّنت دراسة حلّلت عادات شرب القهوة يومياً لأكثر من 447 ألف شخص لمدّة 10 سنوات أنّ الذين يستهلكون 4 فناجين على الأقلّ من القهوة غير المنزوعة الكافيين انخفض لديهم خطر التعرّض لسرطان الميلانوما بنسبة 20 في المئة أكثر مقارنةً بالذين يحتسون النوع منزوع الكافيين أو لا يشربون القهوة إطلاقاً.
تعزيز الذاكرة
لا تتردّدوا في احتساء فنجان من القهوة بعد الدراسة للامتحان كي تتمكّنوا من الحصول على علامات جيّدة. وفق بحث أجراه علماء جامعة جون هوبكنز عام 2014، تستطيع الكافيين المتوافرة في القهوة تقوية بعض الذكريات لـ24 ساعة على الأقل عقب استهلاكها.
فبعد مقارنة بين مجموعة أشخاص استهلكوا حبوب الكافيين بعد 5 دقائق على دراسة سلسلة من الصور ومجموعة أخرى تلقّت عقاراً وهمياً، تبيّن أنّ الذين حصلوا على هذه المادة المحفّزة كانوا أكثر ميلاً لتحديد بشكل صحيح الصور الجديدة المُشابهة لتلك التي شاهدوها في اليوم السابق.
الوقاية من السكري
إضافةً إلى ممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة أسبوعياً على الأقل وتناول مأكولات صحّية، فإنّ احتساء القهوة قد يساعد على خفض احتمال الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
توصل باحثون في جامعة هارفارد عام 2014، بعد تتبّعهم نحو 124 ألف شخص لمدة 16 إلى 20 عاماً، إلى أنّ الذين حصلوا على فنجان قهوة واحد إضافي أو أكثر يومياً لمدة 4 سنوات انخفض لديهم خطر التعرّض لهذا المرض المُزمن بنسبة 11 في المئة.
أمّا الذين خفّضوا استهلاكهم اليومي بمعدل فنجان واحد، فقد ارتفع لديهم الخطر بنسبة 17 في المئة.