بات عالمنا يعيش مع وحش قاتل لا يرحم احداً، بل يقتحم حياة صاحبه دون استئذان، حيث تبدأ معركة ضروس في جسم الإنسان وتؤدّي في الكثير من الأحيان الى انهزام جسده وموته. ولكنّ بعض انواع السرطان الفتّاك الذي يعصف بالبشر، تصاحبه علامات وتعطي تحذيراً شديد اللهجة للمريض... فاحذروا!
واحد من كل اثنين يصاب بالسرطان في مرحلة ما من حياتنا، ولكن ثمّة أنواع سرطان تعدّ أكثر فتكاً من غيرها، وذلك وفقاً لدراسات طبية حديثة. وهذا السبب جعل من الضروري معرفة العلامات في وقت مبكر، ما يعطي للمريض بارقة أمل للبقاء على قيد الحياة قبل فوات الأوان.
سرطان الرئة
هذا النوع من السرطان مسؤول عن وفاة ما يقرب من 20 ألف رجل سنوياً وحوالى 16 ألف امرأة، ما يجعله أكثر الأمراض فتكاً. وهناك أنواع مختلفة من سرطان الرئة، لكنّ النوعين الرئيسين هما سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة، النوع الأكثر شيوعاً، وسرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة، الذي يميل إلى الانتشار بسرعة أكبر وغالباً ما يكون في مرحلة متقدمة عندما يتمّ تشخيصه.
أمّا عوارضه الشائعة فهي السعال وعدم القدرة على التنفس، ألم في الصدر، الشعور بالتعب، فقدان الشهية وفقدان الوزن، وتغير في نبرة الصوت.
سرطان الأمعاء
يُعتبر رابع أكثر أنواع السرطان شيوعاً، حيث يتمّ تشخيص حوالى 42 ألف شخص سنوياً، في حين أنّ تشخيص المرض في مراحله الأولى يساعد في البقاء على قيد الحياة. إلّا أنّ المرض من النوع الثاني هو الأكثر فتكاً، مع الإشارة إلى أنّ معظم الناس لا يتمّ تشخيصُهم في الوقت المناسب، وسط دعوات بخفض عمر الفحص من 60 إلى 50 عاماً.
وتتلخّص عوارضه الشائعة بالنزيف من المؤخّرة ودم في البراز، تغيير مستمر وغير مفسَّر في عادة الأمعاء، فقدان الوزن بطريقة غير طبيعية، التعب الشديد، وألم أو ورم في البطن.
سرطان البروستات والثدي
كل من سرطان البروستات والثدي يقتل بالقدر نفسه الرجال والنساء، حيث تمّ تشخيص سرطان البروستات لدى واحد من كل 8 رجال في مرحلة ما، فيما يصاب عدد النساء نفسه بسرطان الثدي.
وتجدر الاشارة الى أنّ معظم الرجال ليست لديهم أيّ علامات في المراحل المبكرة من سرطان البروستات، ولكن بمجرد أن تلاحظوا تغييراً في طريقة التبوّل، يجب الذهاب للطبيب، وفي مرحلة متقدّمة، تشمل العوارض آلاماً في الظهر أو الورك أو الحوض، وفقدان الوزن بطريقة غير طبيعية.
أما عوارض سرطان الثدي فهي تغيير في الحجم أو الشكل، ووجود كتلة متحجّرة داخل الثدي، وتغيير في نسيج الجلد مثل التجاعيد أو تغير لون الجلد، مع وجود ألم في الثدي أو في منطقة الإبط وانتفاخ في الإبط أو حول الترقوة (Clavicle).
سرطان البنكرياس
الغالبية العظمى من حالات سرطان البنكرياس تبدأ في الخلايا التي تصنع الإنزيمات، لكنّ النوع الأقل شيوعاً يبدأ في الخلايا التي تصنع الهرمونات.
الأشخاص ذوو مجموعات الدم A وAB وB قد يكونون معرّضين لخطر أعلى قليلاً في الإصابة، في حين أنّ مجموعة الدم O قد تكون أقل من ذلك. ومثل كثير من هذه الأمراض، لا يسبّب سرطان البنكرياس في كثير من الأحيان علامات مبكرة، إلّا أنه عندما ينمو يسبب بعض التأثيرات مثل القولون العصبي والتهاب البنكرياس وحصى المرارة أو التهاب الكبد.
ومن عوارضه آلام في البطن والظهر، وفقدان الوزن السريع، وعسر الهضم، وفقدان الشهية، وتغيّرات في عادات الأمعاء، مرض السكري، ومشكلات هضم الطعام، وصعوبة في البلع.
سرطان المريء
هذا النوع من السرطان يؤثر بشكل رئيسي على الأشخاص في الـ60 و70 من العمر، وهو أكثر شيوعاً لدى الرجال عن النساء.
وأهم عوارضه صعوبة في البلع، والشعور بأنّ طعامكم يلتصق في حنجرتكم أو صدركم، فقدان الوزن، التقيّؤ، عسر الهضم، أو الحرقة التي لا تختفي، سعال وتغيّر في نبرة الصوت، وألم خفيف أو انزعاج خلف عظم الصدر أو في الظهر.
سرطان الكبد
هناك نوعان من سرطان الكبد، الثاني منه يصيب بشكل أكبر مرضى سرطان الأمعاء والبنكرياس والمعدة والثدي. أّمّا النوع الأول فيحدث نتيجة تليّف الكبد، وغالباً ما يكون نتيجة للإصابة بالتهاب الكبد B وC والإفراط في شرب الكحول، إضافةً إلى أمراض الكبد الدهنية غير المرتبطة بالكحول.
وفي كثير من الأحيان لا توجد عوارض في المراحل المبكرة، لكنّ العلامات يمكن أن تشمل التعب والضعف وشعوراً عاماً بسوء الصحة وفقدان الشهية والغثيان، فقدان الوزن، الألم عند منطقة الكبد، حكة في الجلد، والبول الداكن والبراز الرمادي.
سرطان المثانة
يتم تشخيص حوالى 10300 شخص بسرطان المثانة كل عام في المملكة المتحدة، كونه أكثر شيوعاً لدى كبار السن من الرجال.
وذكرت الدراسات الطبية أنّ مصفّفي الشعر أكثرُ عرضة لخطر الإصابة بسرطان المثانة بسبب المواد الكيماوية الموجودة في بعض صبغات الشعر، في حين أّنّ إنجاب الأطفال يقلّل من خطر الإصابة لدى النساء اللواتي لم يلدن.
ومن عوارضه دم في البول، ألم أو حرقان عند التبوّل، فقدان الوزن، ألم في الظهر أو أسفل البطن أو العظام، والشعور بالتعب والإعياء.
سرطان الدماغ
هناك أكثر من 150 نوعاً مختلفاً من أورام الدماغ. وذكرت الدراسات الطبية أنه لا يُعرف سبب للإصابة بسرطان الدماغ، لكنّ المكوّنات الوراثية والتعرّض للإشعاع (مثل العلاج الإشعاعي كطفل صغير) هي عوامل خطر.
وترتكز العوارض على الصداع، والتغيّرات في الرؤية، نوبات غثيان، نعاس مفاجئ، واضطراب في وظائف الدماغ الطبيعية.
وعند الأطفال ترتكز العوارض على التقيُّؤ المستمر، الغثيان على مدى أسبوعين، صداع متكرّر (خلال فترة 4 أسابيع خصوصاً عند الاستيقاظ)، حركات عين غير طبيعية، تغيير السلوك، وضعف الرؤية.
سرطان الغدد الليمفاوية
هذا هو السرطان الذي يبدأ في خلايا الدم البيضاء ويهاجم الجهاز الليمفاوي (جزء من جهاز المناعة)، ويتمّ تشخيص أكثر من 13 ألف شخص سنوياً، ويمكن أن يحدث في أيِّ عمر على الرغم من أنّ ثلث الحالات يتمّ تشخيصُها فوق الـ75 عاماً.
ومن عوارضه تورّم غير مؤلم في الرقبة أو الإبط أو الفخذ، تعرّق ليلي، فقدان الوزن بسرعة، حمى، شعور بضيق التنفس، حكة مستمرة للجلد، تضخم اللوزتين، تورّم في المعدة، طفح جلدي، ونزيف الأنف.