اعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، في كلمة ألقاها خلال رعايته "اللقاء الاعلامي الخاص بحملة الوقاية من المخدرات" الذي نظمته بلدية النبطية ومديرية العمل البلدي في "حزب الله" والهيئة الصحية الاسلامية، في مطعم "توتانغو" الشقيف - النبطية، "اننا نشهد في واقعنا اليوم تحديات اجتماعية وسياسية ووطنية عامة، وعلينا ان نكون بمستوى هذه التحديات من اجل ان نأمن في اوطاننا ومجتمعاتنا، وحتى نكون في هذا المستوى يجب ان نعتمد على ذاتنا وعلى امكاناتنا وان نمتلك ارادة الحياة الطيبة فينا لكي نكون قادرين على التصدي لكل اعتداء ولمواجهة كل الموبقات".

وقال: "ان من يمتلك ارادة الحياة الطيبة يتطلع الى بناء المجتمع المعافى المستقر الآمن، الذي يسوده الحق والعدل والانصاف، ويأنف من الحياة التي تسودها الاعتداءات والدجل ومص الدماء وغزو الشعوب وازالة الاوطان، ونشر الاوبئة، وتحويل الانسان الى وحش كاسر، نجد صورته في اكثر من مكان في هذا العالم المعاصر، وما يجري في عدد من بلدان منطقتنا يؤشر الى التدني الحضاري الذي تعبر عنه سياسات الدول النافذة التي تفرح لنشر الاوبئة بفعل الحروب المفتعلة التي يراد منها اذلال الانسان وقهر المجتمعات والتحكم بالاوطان، فكيف اذا كان هؤلاء النافذون هم الذين يضعون القوانين ويأخذون منها ما ينسجم مع مصالحهم ويتخلون عنها حينما تتعارض مع المصالح، حتى التحقيقات تصبح رهن المصالح، فتضيع الحقائق ويقرب الجاني ويحمى، ويستبد بالمجتمعات، وتزهق الارواح وتسفك الدماء".

أضاف: "مأساتنا في هذا العالم ينتجها هؤلاء الساسة الدوليون النافذون الذين انحطت قيمهم ولم يعودوا في موقع على الاطلاق يستحق ان يكونوا حكاما لبلدان وشعوب العالم، فأسوأ نتاج يقدم للبشرية هو نتاج ما يفعله هؤلاء الجبابرة الطواغيت، المستبدون، الذين يتصرفون وكأن البشرية دمى يمكن ان تشترى وان تباع وان قيمة المال أعز عليها من قيمة الانسان".

وأشاد رعد في مستهل كلمته "بالقيمين على حملة الوقاية من آفة المخدرات في بلدة النبطية والهيئة الصحية الاسلامية والعمل البلدي في حزب الله على ما يقومون به وعلى الجهد الممهنج والواعد للوقاية من آفة المخدرات، وهي آفة تتسلل الى الاسر وفي مختلف الاحياء المناطق والبيئات المتنوعة في مجتمعنا اللبناني، والوقاية من المخدرات هي أفضل بكثير وارخص بكثير من معالجة المدمنين عليها".

وقال: "في هذا اللقاء الذي ينعقد لعرض ما قام به الاخوة خلال الفترة الماضية وهم يتصدون للوقاية من المخدرات في مجتمعنا، آمل ان تتعمم هذا المحاولة وان تتوسع دائرتها لتشمل كل المناطق اللبنانية، لان الآفة تتسلل الى تلك المناطق بمستويات مختلفة".

كحيل

كما كانت كلمة لرئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل اعتبر فيها أن "مشكلة المخدرات هي مشكلة متعددة المستويات وتكاد تكون نموذجا للمشكلات التي تشغل جميع مستويات النظام الاجتماعي الانساني وهي تمثل ايضا ظاهرة عالمية محلية فردية في آن واحد"، وقال: "لدينا قناعة واقعية وعلمية تدعو الى التوجه في مكافحة المخدرات الى افراد المجتمع بكل مكوناته أي حيث لم تنجج كل الاجراءات في كبح قوى العرض رغم الجهود الكبيرة والمشكورة من قبل القوى الامنية والعسكرية ومكتب مكافحة المخدرات، الا ان العمل على تقليل الطلب على المخدرات هو عمل أساسي ومهم ومكمل، وعملية تقليل الطلب تستلزم التوعية والارشاد والوقاية بشكل رئيسي".

وأشار الى ان "المنطقة الثانية في حزب الله أطلقت، بعد تشكيل لجنة من الاختصاصيين في ايار 2017، حملة "الوقاية من المخدرات - المخدرات عدوان آخر"، بالتعاون مع الهيئة الصحية الاسلامية وجمعية العمل البلدي، "آخذين بعين الاعتبار المنظور الشامل والاركان الاربعة للمنظومة، مركزين على الاهداف التالية: نشر المعلومات والمعارف المتعلقة بمخاطر الادمان والتعاطي، رفع مستوى القدرة والمهارة على الكشف المبكر للتعاطي والادمان ورصد المتغيرات، متابعة حالات الادمان بهدف العلاج والتأهيل في المراكز المتخصصة، ومكافحة الترويج والاتجار، وهذا الامر تقوم به اجهزة الدولة المتخصصة".

وأكد "ضرورة المضي قدما وبقوة للحد من حركة قوى العرض وهذا عمل أساسي وجوهري، فوضعت الخطط اللازمة وبذلت وما زالت تبذل جهودا كبيرة في مجالات التدريب والتثقيف والتقييم والمتابعة".

وقال: "منذ البداية شكل الاعلام جزءا اساسيا من الحملة في تسليط الضوء على مضار المخدرات وحث القوى المعنية على المكافحة والحد من انتشار المخدرات والتعاطي، وهذا ما نحتاجه وسنحتاجه في المستقبل - الاعلام الارشادي التثقيفي الايجابي حول مخاطر هذه الآفة".

حسن
من جهته، شرح مدير الهيئة الصحية الاسلامية في الجنوب هشام حسن "المسار التثقيفي والتوعوي الذي اعتمدته الهيئة بالشراكة مع بلديات المنطقة، وهو يستهدف كل فئات المجتمع، حيث أن آفة المخدرات هي العدو الخفي والخطر الداهم، بل الوحش الكاسر المتربص بشبابنا وشاباتنا الموت والدمار".

وقال: "لإتمام حملتنا وانجاحها، يجب ان يتم نشر المواد الاعلامية الهادفة لاظهار الادمان بصورته الحقيقية عكس الصورة التي يعمل المروجون لاظهاره بها، وتفعيل الوصول للاهل - القائمين على العملية التربوية - حول مهارات الرصد المبكر للمدمن ومؤشرات الادمان، وتوفير الدعم المادي والمعنوي والبشري والدعائي لاي مبادرة مرئية، مكتوبة او مسموعة للمساعدة في مكافحة الادمان، وتشجيع الشباب على المشاركة في الانشطة الرياضية والثقافية والفكرية وغيرها، ما يبعد من الوقوع في آفة الادمان، بالاضافة الى الالتفات للانواع المختلفة من الادمان والتي منها الادمان على وسائل التواصل الاجتماعي والتدخين ومشروبات الطاقة وغيرها، وايضا الى عقد ميثاق شرف اعلامي يمنع الدعاية والترويج للمواد المصنفة تحت عنوان مواد مذهبة للعقل، ومن هنا مسؤوليتنا مشتركة ولكن ثقتنا بكم اكبر".

يذكر أن اللقاء حضره مسؤول المنطقة الثانية في "حزب الله" علي ضعون، مسؤول العلاقات العامة المركزي في الحزب محمد عفيفي، رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل، مدير الهيئة الصحية الاسلامية في الجنوب هشام حسن، مدير الرعاية الصحية في الجنوب حسن رضا، مدير جمعية " سيميا" علي احمد، مسؤول التعبئة التربوية في "حزب الله" في المنطقة الثانية صفا صفا، مسؤول مكتب "الوكالة الوطنية للاعلام" في النبطية الزميل علي بدر الدين، ومدراء مواقع الكترونية واعلاميين ووجوه اجتماعية".

وقد استهل اللقاء بآي من الذكر الحكيم للمقرىء أشرف مدلج، ثم النشيد الوطني اللبناني افتتاحا، وكلمة ترحيب وتعريف من الزميل عماد عواضة.