في إطار اجتماعات الجمعية العمومية لمؤسسة ومنظمة الانتربول الدوليتين المنعقدة في دبي، أقيمت مراسم توقيع اتفاقية جديدة بينهما، قضَت بإعادة تنظيم وهيكلة العلاقة وتطوير الشراكة بينهما. ووقّع الرئيس المر والأمين العام للانتربول السيد يورغن ستوك هذه الاتفاقية، التي صَوّت عليها بالإجماع أعضاء الجمعية العمومية للانتربول التي تضمّ 192 دولة.

وبعد توقيع الاتفاقية، ألقى ستوك كلمة جاء فيها: «إنّ أسرة الإنتربول باتت تنمو، وقد أشادَت قبل يومين هنا، خلال الجمعية العمومية، بالإنجازات التي تحقّقت في كل أنحاء العالم بدعم مؤسسة الإنتربول. وبفضل عملكم الرائع يا دولة الرئيس المر، وبفضل قيادتكم أصبحنا قادرين على تقديم دعم كبير لأكثر من 170 دولة في كل أنحاء العالم في محاولة لجعل العالم مكاناً أكثر أماناً، من خلال الوصل بين أجهزة الشرطة وضمان بيئة من الازدهار، حيث يمكن للناس أن يجتمعوا في سلام ويمارسوا أعمالهم ويستمتعوا بالحياة. وهذا أمر، كما نعلم جميعاً، يتطلّب بيئة آمنة».

وأضاف ستوك: «قامت مؤسسة الإنتربول، بقيادة الرئيس الياس المر وبدعم أعضاء مجلس إدارتها القوي، بالكثير لجعل الإنتربول أكثر فعالية وأكثر أهمية، ولمساعدة الدول الأعضاء في مواجهة كل هذه الظواهر التي تخلق تحديات معقّدةً أكثر من أي وقت مضى، كالجريمة المنظمة والجريمة الناشئة والجريمة السيبرانية. وبإسم المنظمة، أشكركم دولة الرئيس الياس المر على قيادتكم الاستثنائية وعلى تفانيكم والتزامكم ودعمكم الذي لا يتزعزع، ليلاً ونهاراً، 24/7، 365 يوماً في السنة. وأشكر أيضاً أعضاء مجلس الإدارة على إعطاء الإنتربول والأمن في كل أنحاء العالم الأولوية في حياتكم المهنية».

المرّ
وألقى الرئيس المر كلمة، شكر خلالها الجمعية العمومية والدول الاعضاء الـ 192 على تصويتهم بالاجماع على الاتفاقية الجديدة. وقال: «دخلنا الآن مرحلة جديدة بدعم دولي جامع، الأمر الذي يحملّنا مسؤوليات أكبر تتطلب جهوداً إضافية نتيجة الوضع الامني الحسّاس في مناطق عدة في العالم، وأتمنى أن نكون على قدر الثقة التي منحتنا إيّاها الجمعية العمومة بالاجماع». وأكّد «تصميم مؤسسة الأنتربول وعزمها على مواصلة دعمها لجهود مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة المتمادية بكل أشكالها في العالم».

وقال المر في مؤتمر صحافي: «أريد بداية أن أشكر الجمعية العمومية لمنظمة «الانتربول»، في حضور الـ192 دولة الذين جدّدوا ثقتهم بالتصويت بالاجماع على العقد بيننا. ويشرّفني هذا الأمر بعد الفترة الزمنية التي عملنا فيها معاً. كل إنسان خلال عمله يمكن أن يخطئ، والحمد لله بعد كل هذه الفترة أكسب مجدداً هذه الثقة من خلال الاجماع، من جانب 192 دولة الأعضاء في «الانتربول»، على إعادة انتخابي وتجديد العقد لمدة 7 سنوات إضافية. هذه مسؤولية كبيرة تُلقى على عاتقي على الصعيد العالمي والاقليمي، وعلى صعيد مكافحة الجريمة المنظّمة أو مكافحة الارهاب». 

وأضاف المر: «أوجّه كلمة الى بلدي. أنا لبناني وأنا إبن هذا البلد. أتيتُ من ضيعة صغيرة، ومن هذه الضيعة تمكّنتُ من شق طريقي ونلتُ ثقة العالم مرة جديدة. أتوجّه الى بلدي وأولاد بلدي وأقول لهم: بلدنا، لسوء الحظ، يعيش مأساة كبيرة، إن كان على الصعيد السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو الفقر... هذا الأمر يولّد مصاعب كثيرة ويزيد منسوب الجريمة فيه والمشكلات والهجرة، ولا يعطي أملاً لشبابنا لكي يتمكّنوا من صنع مستقبل في بلدهم.

وأؤكد، في هذا السياق، أنّ الثقة التي أعطيَت لي من دول العالم لا تعني أنني لا أولي اهتماماً لبلدي. بلدي في قلبي وسأبقى في بلدي، وعائد الى بلدي من الموقع الذي أنا فيه. سأستمر في بلدي، وسأكون الى جانب أبناء بلدي كما وعدتهم. لن أترك أولاد منطقتي ولا أولاد بلدي مقابل أي منصب سأكون فيه في العالم. هذا لا يزيد وطني إلّا قوة، أن أتمكّن من تقديم المساعدة ومنح إضافة لبلدي. وليتأكّدوا، وعدي لهم قبل أشهر قليلة لم يتغيّر. ما أنا عليه اليوم يزيدني ثقة في أنني قادر على إعطاء بلدي أكثر. من يستطيع أن يقدّم للعالم والعالم يعيد منحه الثقة، يستطيع حتماً أن يعطي بلده»...