متى يستشعر المواطن اللبناني الخطر على وطنه وبلده ومستقبله؟ متى يستشعر المسؤولية عن هويته وعن مقدرات الدولة والجمهورية التي ينتمي إليها؟
هل أُصيب اللبنانيون جميعهم بلعنة الخنوع والصمت أم أن فيهم من يجرؤ على رفع الصوت على كسر حاجز الصمت على رفض الإنقياد الأعمى للزعيم أو الحزب أو الطائفة؟
أليس ما يحصل في لبنان من مشاهد الإنهيار في بنية الدولة ومؤسساتها واقتصادها ما يمكنه أن يحرك هذا المجتمع؟
أليس في هذا الشعب من يتحسس أزمة الفساد المالي والإداري وازمة السرقات والإعتداء شبه اليومي على المال العام؟
والأسئلة تطول والإجابات غير واضحة في ظل السبات الذي يصيب المجتمع وفي ظل الإنقياد التام لشريحة كبيرة من اللبنانيين خلف الزعامات والأحزاب والتيارات التي تمسك زمام الأمور في البلد وتمنع أي تحرك ليس في مصلحتها ولا ينسجم مع أهدافها.
إقرأ أيضًا: بطاقة استقلال إلى كلّ اللبنانيين!!
قلة قليلة من الشعب اللبناني تستشعر الخطر الذي وصلت إليه البلاد وتتحمل مسؤولياتها في العمل تجاه إحداث أي تغيير يمكن أن يؤدي مبتغاه للمحافظة على ما تبقى من هذه الدولة ومقدراتها.
إنها مجموعات المجتمع المدني التي تحاول قدر الإمكان كسر الصمت والمواجهة والتحدي، تحدي الواقع المأساوي الذي بتنا نعيشه كلبنانيين، تحدي الإرتهان لكل ما هو خارج الوطن، تحدي الإنصياع السياسي للزعيم والحزب أو الطائفة، تحدي الحرية، الحرية التي يتغني بها كثيرون فيما هم عبيد أمام لعنة الزعماء في بلد ينهار فيه كل شيء أمام أعين هؤلاء الزعماء فيما لم يرف لهم جفن.
المجتمع المدني اللبناني الحر بكل فئاته الذي يرفض هذا الواقع يحاول ان يرفع الصوت ضد كل ما يحصل ضد هذا الإنهيار سيقول كلمته يوم الخميس 22 تشرين الثاني وسيرفع الصوت أمام المتحف الساعة العاشرة صباحا ليؤكد هؤلاء أن الاحتفال بالاستقلال هو بالانتصار للوطن كله وأن الاحتفال بالاستقلال هو ليس فقط بالبروتوكول وبصورة المسؤولين التي فقدت معناها مع أنات وجراح وعذابات كل مواطن لبناني ومع تغطية الفساد والسمسرات على حساب المواطن اللبناني.
إقرأ أيضًا: جمهورية العتمة والشعب النائم
هيئات المجتمع المدني
طلعت ريحتكن، وبدنا نحاسب، والشعب يريد إصلاح النظام ما زالت الرهان وربما خشبة الخلاص في هذا الوطن الذي فقدنا فيه كل شيء فيما حكامنا يتحلون أمامنا إلى رؤساء مافيات لا همّ لهم إلا مصالحهم واعمالهم.
تظاهرة يوم الخميس القادم التي تنظمها مجموعات من الحراك المدني ضد الفساد السياسي والمالي والبيئي ودفاعاً عن كرامتنا وصحتنا ومستقبل أولادنا يجب ان تكون فرصة جديدة لتحرك مستمر في وجه هذا الإنحدار بكل اشكاله.
على مقربة من المنصة الرسمية التي أعدت للاحتفال وحيث سيقف الرؤساء الثلاثة كشهود زور على استقلالنا الضائع ثمة من يحتفل على طريقته بالاستقلال ليقول لهؤلاء كغى استهتارا بالوطن بالشعب بالدولة ومقدراتها.
ونحن في موقع لبنان الجديد ندعو كل الأطياف في المجتمع اللبناني وكل الأحرار أن يقولوا كلمتهم كموقف واحد ضد الإستمرار في تغطية الفساد والانهيار الاقتصادي.