جهّز نفسه لتمضية عطلة الأسبوع مع أصدقائه. من بلدة السفيرة الى كفربنين انطلقوا لصيد العصافير. لم يمضِ على وصولهم سوى قليل من الوقت، حتى زلت قدّم مؤمن حسون داخل بركة مياه اصطناعية، ليلفظ أنفاسه الأخيرة... رحل ابن الثالثة والعشرين ربيعاً في الوقت الذي أراده للتسلية. من دون أي مقدمات غافله الموت، خاطفاً إياه من بين الأصدقاء.
زلّة قدم قاتلة
عند السابعة والنصف من صباح امس، مرّ مؤمن على دكان قريبه وجاره الذي يحمل الاسم نفسه (مؤمن حسون) الذي قال في اتصال مع "النهار": "تبادلنا الحديث، أطلعني على ذهابه في رحلة صيد قبل ان يكمل طريقه، لأُفاجأ بعد نحو ساعة بأقاربه يستقلون سياراتهم وينطلقون مسرعين، سألت عما يجري، فأُخبرتُ أن مؤمن غرق في بركة مياه داخل السيارة، سارعت لأطمئن عليه، وصلت الى المكان لنكتشف أنّ زلّة قدمه اثناء اصطياده الطيور على حافة البركة كانت السبب في وقوع الكارثة، وليس كما اشيع بداية عن سقوط المركبة وهو في داخلها".
الأمل المفقود
"انخفاض درجة حرارة المياه حال دون تمكُّن مؤمن من السباحة والخروج من البركة. كما أنّ الشباب الذين كانوا برفقته لا يجيدون السباحة. والى ان وصل فريق الاغاثة كانت قد مرّت نحو نصف ساعة، سُحب مؤمن من المياه جسداً بلا روح، نقل الى المستشفى من باب الامل المفقود، قبل أن يوارى في الثرى بعد صلاة العصر"، قال مؤمن قبل ان يضيف: "يا للأسف، خسرنا انساناً خلوقاً ومحبوباً من الجميع، عمل في البناء لتأمين مستقبله، لكن الزمن لم يمنحه مزيدا من الوقت كي يحقق احلامه، خطفه الموت قبل ان يخطو خطوة الارتباط، وبدلاً من ان نحمله على الأكف فرحاً بزفافه، حملناه الى مثواه الاخير وسط صدمة وحزن كبيرين".
تذكير مؤلم
وكان صدر عن غرفة عمليات جهاز الطوارئ والإغاثة أمس بيان جاء فيه: "تعرّض أحد الأشخاص لحادثة سقوط وغرق داخل إحدى البرك الاصطناعية في منطقة العرقوب في بلدة كفربنين؛ وعمل جهاز الطوارئ والإغاثة في الجمعية الطبية الإسلامية والأهالي على سحبه وإسعافه ونقله إلى مستشفى سير الحكومي، ثمّ ما لبث أن فارق الحياة".
حادثة وفاة مؤمن ذكّرت برحيل علي شمص الشهر الماضي الذي جهّز نفسه لممارسة هوايته، حمل بارودة الصيد وتوجه مع أصدقائه إلى بلدة جبولة، من دون ان يخطر في باله أنه يسير إلى حتفه، وأن زلّة قدمه أثناء ملاحقته بطّة ستكلّفه حياته، ليلفظ ابن بلدة شعث البقاعية أنفاسه داخل بركة مياه.