بعد سنوات من «أسطرة» حرص الأميركيين على الاستقرار اللبناني، لم يعد الهدوء تحت سقف «الانفجار» أولوية أميركية، إذ بدأت ترتفع أصوات في داخل الإدارة الاميركية تنادي بضرورة هزّ هذا الاستقرار لضرب حزب الله وحلفائه من جهة، ولابتزاز أوروبا الخائفة من موجات لاجئين جدد. هذا النقاش لم يتحوّل بعد إلى قرار، في ظلّ انقسام واضح داخل الإدارة حيال مسائل عديدة، بينها العلاقة مع الجيش اللبناني والفائدة من دعمه ما دام لا يواجه حزب الله، والفائدة من القطاع المصرفي ما دام يؤمن استقراراً داخلياً لبنانياً «يستفيد منه حزب الله». وبينما تميل مواقف المتشددين في داخل إدارة دونالد ترامب نحو تأزيم الوضع اللبناني من بوابتي المساعدات والقطاع المصرفي، لا يزال خيار وكالة الاستخبارات المركزية والقيادة الوسطى في الجيش الأميركي يجنح نحو استمرار دعم الاستقرار، لكن مع «الحذر الشديد»، على حدّ وصف مسؤولين لبنانيين التقوا مسؤولين أميركيين أخيراً. ولا تخرج تصريحات مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي قبل أيام عن هذا السياق، مع اعتباره أن «إدارة ترامب وضعت عقوبات على حزب الله، في سنة واحدة، أكثر مما وضعت كل الإدارات الأميركية السابقة». إلّا أن بيلينغسلي أشاد بما سماه تعاون «حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمصارف اللبنانية الرئيسية في مكافحة الإرهاب وتجفيف مصادر حزب الله المالية»، وبـ«بدور المصارف وسلامة في منع حزب الله من التغلغل في القطاع المصرفي عبر تنفيذ الإجراءات المطلوبة». فهل تدفع الولايات المتحدة الأميركية لبنان نحو الهاوية، أم أنّ ما تُمارسه اليوم لا يخرج عن دائرة الابتزاز؟